للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: " إِنِّي لَأَمْشِي مَعَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، فَإِذَا بُرَيْدَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَالِسٌ فِيهِ وَسُكْبَةُ - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَائِمٌ يُصَلِّي الضُّحَى فَقَالَ بُرَيْدَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا عِمْرَانُ، أَمَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُصَلِّيَ كَمَا يُصَلِّي سُكْبَةُ؟ وَإِنَّمَا يَقُولُ ذَلِكَ كَأَنَّهُ يَعْنِيهِ بِهِ قَالَ: فَسَكَتَ عِمْرَانُ وَمَضَيْنَا، فَقَالَ عِمْرَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي لَأَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذِ اسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ فَصَعِدْنَا عَلَيْهِ، وَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيْلَ أُمِّهَا مِنْ قَرْيَةٍ، يَتْرُكُهَا أَهْلُهَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ - حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا - يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْخُلَهَا، يَجِدُ عَلَى كُلِّ فَجٍّ مِنْهَا مَلَكًا مُصْلِتًا السَّيْفَ» قَالَ: ثُمَّ نَزَلْنَا فَأَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَإِذَا بِرَجُلٍ يُصَلِّي فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» فَقُلْتُ: فُلَانٌ، وَمِنْ أَمْرٍ فَجَعَلْتُ أُثْنِي عَلَيْهِ فَقَالَ: «لَا تُسْمِعْهُ فَتَقْطَعَ ظَهْرَهُ» قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ يَدِي فَقَالَ: «إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ»

<<  <  ج: ص:  >  >>