للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: فَقَدِمَ النَّابِغَةُ السُّوقَ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَاعْتَمَدَ عَلَى يَدَيْهِ وَأَنْشَدَ:

[البحر الوافر]

عَرَفْتُ مَنَازِلًا بِعُرَيْقِنَاتٍ ... فَأَعْلَى الْجِزْعِ لِلْحَيِّ الْمُبِنِّ

قَالَ حَسَّانُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَلَكَ الشَّيْخُ، رَكِبَ قَافِيَةً صَعْبَةً. قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يُحْسِنُ حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهَا، ثُمَّ نَادَى: أَلَا رَجُلٌ يُنْشِدُ؟ قَالَ: فَتَقَدَّمَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَنْشَدَ:

[البحر الطويل]

أَتَعْرِفُ رَسْمًا كَاطِّرَادِ الْمَذَاهِبِ ... لِعَمْرَةَ وَحْشًا غَيْرَ مَوْقِفِ رَاكِبِ

حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهَا فَقَالَ لَهُ النَّابِغَةُ: أَنْتَ أَشْعَرُ النَّاسِ يَا ابْنَ أَخِي قَالَ حَسَّانُ: فَدَخَلَنِي بَعْضُ الْفَرَقِ، وَأَنِّي لَأَجِدُ عَلَى ذَلِكَ فِي نَفْسِي قُوَّةً، فَتَقَدَّمْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: أَنْشِدْ فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَشَاعِرٌ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ، فَأَنْشَدْتُهُ:

[البحر الكامل]

<<  <  ج: ص:  >  >>