للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مضر أطوع لبني أمية من سواهم بما كان لهم من ذلك قبل (١).

وهذا في نظري تحليل جيد لهذه الفقرة، ولذا خاف الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعون رحمهم الله على الحسين - رضي الله عنه - الهلاك، فكرروا النصح للحسين، واجتهدوا في ثنيه عن مراده لما فيه من خطورة عليه وعلى أهل بيته بالدرجة الأولى، ولمعرفتهم بغدر الشيعة، ولمخالفتهم إياه في قضية الخروج على يزيد ولو كان فاسقا في نظرهم، فإن ابن عم الحسين عبد الله بن جعفر - رضي الله عنهم - توقع له الهلاك في هذا الأمر، وليس هذا من علم الغيب، ولكنه من العلم بغدر القوم فهم عبيد دنيا كما قال أبو بكر، ولم ير عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه - الهلاك قاصرا على الحسين - رضي الله عنه - بل قد يستأصل أهل بيته، فكتب إليه كتابا أرسل به ابنيه محمد وعون فقال: أما بعد، فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فإني مشفق عليك من الوجه التي توجهت له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك (٢)، وقال ابن جده:


(١) مقدمة ابن خلدون ١/ ١١٣.
(٢) تاريخ الطبري ٦/ ٣١١.

<<  <   >  >>