للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأعراب أن أحداً لا يلج ولا يخرج من الكوفة مطلقاً (١)، واستمر التحذير من بعض رجال القبائل الذين مرّ بهم، وبينوا له ذلك الخطر الذي يقدم عليه، ولقد بان الصبح لذي عينين، فالحسين - رضي الله عنه - لم يأخذ الحذر ابتداء، ولن ينجو من القدر في نهاية المطاف، وأنى له ذلك وقد قال الله تعالى: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} (٢).

قرب الحسين - رضي الله عنه - من الكوفة، وأمر بالتزود من الماء، بعد أن تفرق الناس عنه ولم يبق معه إلا أهله وبنو عمه، وسار حتى منتصف النهار فإذا بطلائع خيل ابن زياد عليها الحر بن يزيد، وكان عددها ألف فارس، وقد أدرك الحر بن يزيد الحسين ومن معه قريباً من شراف (٣)، وفعلا قابل الحسين - رضي الله عنه - ولم ينازله، وأخذ الحُرُ يساير الحسين - رضي الله عنه - وينصحه بعدم المقاتلة


(١) أنساب الأشراف ٣/ ١٦٨.
(٢) الآية (١٥٤) من سورة آل عمران.
(٣) شراف بين واقصة والقرعاء على ثمانية أميال (معجم البلدان ٣/ ٣٣١، ٣٥٦، والعباب الزاخر ١/ ٤٤٤).

<<  <   >  >>