للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في جمع الناس وأخذ البيعة، والتحضير لقدوم الحسين - رضي الله عنه -، وكان لهذا الخبر المفجع المؤلم وقعه الشديد على الحسين - رضي الله عنه -، فهؤلاء أقرب الناس إليه قد قتلوا، والشيعة في الكوفة تخاذلوا عن نصرته (١)، فبادر إلى التخلص من كتم الخبر عن مرافقيه، وقال: من أحب أن ينصرف فلينصرف، فتفرق الناس عنه يميناً وشمالاً (٢)، وقال له بعض من ثبتوا معه: ننشدك الله إلا ما رجعت من مكانك، فإنه ليس لك بالكوفة ناصر ولا شيعة، بل نتخوف أن يكونوا عليك.

فوثب بنو عقيل إخوة مسلم بن عقيل بن أبي طالب وقالوا: والله لا نبرح حتى ندرك ثأرنا أو نذوق كما ذاق مسلم (٣).

وهنا لم يكن أمام الحسين - رضي الله عنه - وقد مُنع من العودة، وقوبل بهذا الحشد من العدد والعدة، وتلك الأخبار السيئة عن شيعته، الذين لم يفوا إلا باستقدامه لهلاكه ومن معه، ليس له إلا أحد


(١) موقف المعارضة: ص ٢٦٧.
(٢) تاريخ الطبري ٦/ ٣٢٣.
(٣) تاريخ الطبري ٦/ ٣٢٢.

<<  <   >  >>