للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت: [الواضع] (١) إذا وضع لفظة بإزاء معنى، لا بد وأن يلاحظ [المعنى] (٢)، وكذلك القائل: جاءني رجل، لا بد وأن يلاحظ معناه.

قلت: قولنا: لم يلاحظ فيه. الجواب: لأن الحضور الذهني، وإن كان حاصلًا لم يلاحظ في النكرة بخلاف المعرفة، فإن الملاحظة واجبة فيه، وعدم اعتبار الشيء ليس اعتبارًا لعدمه (٣)، فتأمل! .

قوله: "مسألة: الاشتقاق ردّ لفظ إلى آخر".

أقول: الاشتقاق -لغة-: الاقتطاع مأخوذ من الشق، وهو القطع، واصطلاحًا: ما ذكره المصنف (٤)، وهو على ثلاثة أقسام (٥):


(١) سقط من (أ) وأثبت بهامشها.
(٢) سقط من (أ) وأثبت بهامشها.
(٣) أيَّد العبادي اعتراض الشارح على المصنف في تفرقته بين عَلَم الجنس واسمه، وقال: "وهذا فرق لا غبار عليه، ولا خلل يتطرق إليه". الآيات البينات: ٢/ ٧٥.
(٤) وقيل: هو نزع لفظ من آخر بشرط مناسبتهما معنًى وتركيبًا، ومغايرتهما صفة.
راجع: المحصول: ١ / ق / ١/ ٣٢٥، والإبهاج: ١/ ٢٢٢، ونهاية السول: ٢/ ٦٧، والتعريفات: ص / ٢٧، والمزهر: ١/ ٣٤٦.
(٥) اختلف في الاشتقاق في اللغة إلى أقوال: فذهب الخليل، وسيبويه، والأصمعي، وأبو عبيد، وقطرب إلى أن اللفظ ينقسم إلى: مشتق، وجامد، وهذا هو الذي عليه العمل. وذهب الزجاج، وابن درستويه، وغيرهما إلى أن الألفاظ كلها مشتقة حتى إن ابن جني قال بوقوعه في الحرف، فنعم حرف جواب، والنعم، والنعيم، والنعماء مشتق منه عنده، وذهب نفطويه إلى أن الألفاظ كلها جامدة موضوعة.
راجع: الخصائص لابن جني: ٢/ ٣٤ - ٣٧، وشرح الكوكب المنير: ١/ ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>