للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب الأمر]

قوله: "الأمر".

أقول: أي هذه المباحث التي تشرع فيها مباحث الأمر (١)، وقد تقدم منا تحقيق هذا الكلام، ونعيده لبعد العهد (٢).

فنقول: الأمر، أي: الهمزة، والميم، والراء كيف تركب هذه الحروف حقيقة في القول الطالب للفعل مطلقًا، أي: من غير ملاحظة علو، ولا استعلاء؟

قال المولى المحقق عضد الملة والدين - نور الله مرقده -: "لا نريد بالأمر هنا مسماه، كما يراد بالألفاظ مسمياتها عند إطلاقها، بل نريد به هذه؛ أم ر، مركبة، كما يراد لفظ "في" إذا قلنا: في حرف جر.


(١) باب الأمر، والنهي من أهم الأبواب في الأصول لأنهما أساس التكليف في توجيه الخطاب إلى المكلفين، ولهذا اهتم بهما علماء الأصول، توضيحًا، وبيانًا، وتمحيصًا للأحكام الشرعية، بل كثير منهم جعلهما في مقدمة مؤلفاتهم الأصولية، قال الإمام السرخسي: "فأحق ما يبدأ به في البيان الأمر، والنهى لأن معظم الابتلاء بهما، وبمعرفتهما تتم معرفة الأحكام" أصول السرخسي: ١/ ١١.
(٢) سبق ذلك عند كلامه على الحكم، وأقسامه: ١/ ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>