للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا شك: أن إحياء الأرض [الميتة] (١) بعد استيلاء اليبس عليها، وذهاب نضارتها من الآياتِ الباهرة على قدرة الصانع، فحصول [مثل] (٢) هذا الأمر العظيم في أقلّ من أسبوع لا يعد متراخيًا.

وكذلك انقلاب النطفة علقة بعد أن كان ماء مهينًا في الرحم ممتزجًا بماء آخر مثله، ولم يعالج بما يوجب انعقاده، ولم يغير لونه بصبغ بعد أن كان أبيض، مثل هذا لا تعد تلك المدة بالنسبة إليه مهلة، وتراخيًا.

ثم الترتيب المعنوي معلوم، كما في قولك: جاء زيد فعمرو.

والذكري: هو أن يكون الترتيب في الذكر لا في الحكم كقوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ (٣) قَائِلُونَ} [الأعراف: ٤]، فإن مجئ البأس مقدم على الإهلاك وكذلك كلّ فاء دخلت على المفصل بعد المجمل.

وقد يراد، مع التعقيب سببية (٤) ما قبلها لما بعدها (٥).


(١) سقط من (ب) وأثبت بالهامش.
(٢) سقط من (ب) وأثبت بالهامش.
(٣) آخر الورقة (٤٩ / ب من أ).
(٤) آخر الورقة (٥٠ / ب من ب).
(٥) راجع معاني الفاء: رصف المباني: ص / ٣٧٦، والأزهية: ص / ٢٥٠، والصاحبي: ص / ١٠٩، والجنى الداني: ص / ٦١، ومغني اللبيب: ص / ٢١٣، والبرهان في علوم القرآن: ٤/ ٢٩٤، والإتقان: ٢/ ٢٠٩، وشرح تنقيح الفصول: ص / ١٠١، والقواعد لابن اللحام: ص / ١٣٧، والمحلي على جمع الجوامع: ١/ ٣٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>