للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "السابع عشر: كي للتعليل".

أقول: من تلك الحروف كلمة "كي"، ومعناها التعليل نحو: أسلمتُ كي أدخل الجنة، وهى ناصبة [للفعل المضارع بنفسها، هو المختار.

وقيل: حرف جر تقدر أن بعدها] (١)، ومنعه الشيخ ابن الحاجب، وأسنده بصحة قولك: أسلمت لكى أدخل الجنة، إذ لو كانت حرف جر لم تدخلها اللام، وهو كلام قوي.

والمصنف جعل كونها بمعنى أن المصدرية منافيًا لكونها للتعليل على ما ذكره شارحو كلامه (٢).

واستدل بعضهم (٣) على التنافي بدخول اللام عليها في قوله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} [الحديد: ٢٣]، فإنها لو كانت للتعليل لم يدخل عليها اللام.

وهذا ليس بشيء: لأن كون الحرف مصدريًا معناه راجع إلى اللفظ، وتصرفه إنما هو في لفظ الفعل إما بنصبه، أو بجعله في حكم المصدر، وكونه لكذا، أي: للتعليل راجع إلى المعنى، فلا تنافي بين المعنيين.


(١) ما بين المعكوفتين سقط من (ب) وأثبت بهامشها.
(٢) راجع: تشنيف المسامع: ق (٤٦/ أ)، والمحلي على جمع الجوامع: ١/ ٣٤٩، وهمع الهوامع: ص/ ١٣٤.
(٣) جاء في هامش (أ، ب): "الزركشي". وراجع تشنيف المسامع: ق (٤٦/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>