للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "السادس والعشرون: هل".

أقول: من تلك الحروف المتداولة لفظ: هل، وهى للتصديق، أي: للسؤال عنه نحو: هل قام زيد.

والجمهور: لم يقيدوا التصديق، والمصنف قيده بالإيجابي احترازًا عن التصديق السلبي.

والظاهر: أنها اختصت بالإيجابي: لأن أصلها أن تكون بمعنى قد، مع همزة الاستفهام.

وقد جاء صريح الهمزة معها نحو:

سائل فوارسَ يربوعٍ بشدتنا ... أَهلْ رأونا بسفح القاعِ ذي الأكمِ (١)

ولا معنى للهمزة، مع قد في الفعل المنفي، يعرف بالتأمل! .

ولما كانت لطلب التصديق، امتنع أن يقال: أزيد قام أم عمرو؟ .

ولأن وقوع المفرد بعد أم دليل كون أم متصلة، وبين "أم" المتصلة و"هل" تدافع: لأن المتصلة لطلب التصور، أي: تعينه بعد الحكم، وهل لطلب التصديق، فيتنافيان.


(١) هذا البيت من قصيدة لزيد الخيل بن مهلهل بن منبه بن عبد رضا من طيئ من أبطال الجاهلية، ولقب بزيد الخيل لكثرة خيله، أو لكثرة طراده لها لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم سنة (٩ هـ) وتوفي فيها.
راجع: شرح المفصل لابن يعيش: ٨/ ١٥٢ - ١٥٣، والأعلام: ٣/ ١٠١ - ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>