للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= لا أصل له، وغلوا فيه، وخصوصًا في بلاد مصر تقليدًا للنصارى، حتى صاروا يضعون الزهور على القبور، ويتهادونها بينهم، فيضعها الناس على قبور أقاربهم ومعارفهم تحيةً لهم، ومجاملة للأحياء، وحتى صارت عادة شبيهةً بالرسمية في المجاملات الدولية، فتجد الكبراء من المسلمين إذا نزلوا بلدةً من بلاد أوروبا ذهبوا إلى قبور عظمائها، أو إلى قبر من يسمونه بـ "الجندى المجهول" ووضعوا عليها الزهور، وبعضُهم يضع الزهور الصناعية التي لا نداوة فيها، تقليدًا للإِفرنج، واتباعا لسنن من قبلهم، ولا ينكرُ عليهم العلماء أشباه العامة، بل تراهم أنفسهم يصنعون ذلك في قبور موتاهم، ولقد علمتُ أنَّ أكثر الأوقاف التي تسمى أوقافًا خيرية موقوفٌ ريعها على الخوص والريحان الذي يوضع على القبور، وكل هذه بدعٌ ومنكراتٌ لا أصل لها في الدين، لا مستند لها من الكتاب والسنة، ويجبُ على أهل العلم أن ينكروها، وأن يبطلوا هذه العادات ما استطاعوا" اهـ.

* قُلْتُ: وممن ذهب إلى الخصوصية شيخنا الألباني حفظه الله تعالى، فقال في كتابه البديع "أحكام الجنائز" (ص /٢٠١ - ٢٠٢): "ويؤيدُ كون وضع الجريد خاصًّا به صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن التخفيف لم يكن من أجل نداوة شقها أمورٌ:

١ - حديث جابر رضي الله عنه، الطويل في "صحيح مسلم" (١) وفيه قال صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم: "إنى مررت بقبرين =


(١) (١٨/ ١٤٤ - ١٤٥ نووى)، وأخرجه أبو يعلى (٤/ ٤٣، ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>