فكلام مكيّ بن إبراهيم يومئ إلى دخول حميد الطويل في شيءٍ من عمل السلطان. وقد احتجَّ الناس بحديث حميد الطويل.
...
والحديث أخرجه البخاريُّ (١٢/ ٢٦٨ - فتح)، ومسلمٌ (٣/ ٢٠٧ - ٢٠٨ نووي)، وأبو عوانة (١/ ١٩٣)، وأبو داود (٤٣٥٤)، والمصنفُ في "القضاء - من الكبرى" -كما في "أطراف المزي"(٦/ ٤٤٩) -، وأحمدُ (٤/ ٤٠٩)، وابنُ حبان (ج٢/ رقم ١٠٦٨)، وبحشل في "تاريخ واسط"(٢٣٨)، والبيهقيُّ (٨/ ١٩٥) من طرقٍ عن يحيى بن سعيد القطان بإسناده سواء. وزادوا:
" .... ثم أتبعه معاذ بن جبل، فلمَّا قدم عليه قال: انزل. وألقى إليه وسادة، وعنده رجلٌ موثقٌ. قال: ما هذا؟!. قال: هذا كان يهوديًّا، فأسلم، ثم راجع دينه، دين السوء، فتهوَّد!! قال: لا أجلس حتى يُقتل، قضاءُ الله ورسوله، ثلاث مراتٍ فأمر به فقُتل. ثم تذاكرا قيام الليل. فقال أحدهما -يعني معاذ-: أمَّا أنا فأنام وأقومُ، وأرجو في نومتى ما أرجو في قومتى".
وقد أخرجه البخاريُّ (٤/ ٤٣٩ و ١٣/ ١٢٥)، وأبو داود (٣٥٧٩) وأحمد (٤/ ٤١١، ٤١٧) مختصرًا.
ويأتي ذكر طرقه، والاختلاف في بعضها عند الحديث (٥٣٨٢) من كتاب "آداب القضاة" باب: "ترك استعمال من يحرص على القضاء".