* قُلْتُ: وواضحٌ أنَّ الحديث ليس هو مراد الترمذيّ، لأن الترمذيّ ذكره كشاهدٍ في أن سؤر الهرة ليس بنجس، وهذا الحديث احتج به الأحناف مع ضعفه على كراهة سؤر الهرَّة لأنها من السباع، وبوَّب عليه ابن أبي شيبة بقوله:"من قال: لا يجزئ ويغسل منه الإناء" يعني من سؤر الهرَّة.
وقد بوّب ابنُ ماجة على ذلك بقوله:
"باب الوضوء بسؤر الهرَّة والرخصة في ذلك". والله أعلمُ.
...
* قلْتُ: وفي الباب مما لم يذكره الترمذيُّ:
* ثالثًا: حديث أنسٍ، رضي الله عنه.
أخرجه الطبرانيُّ في "الصغير"(١/ ٢٢٧ - ٢٢٨)، وعنه أبو نُعيم في "أخبار أصبهان"(٢/ ٧١) من طريق جعفر بن عنبسة الكوفي، حدثنا عمر ابن حفص المكيُّ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرضٍ بالمدينة يقالُ لها: بَطحان، فقال:
"يا أنس! اسكب لي وضوءًا" فسكبتُ له، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته، أقبل إلى الإِناء وقد أتى هِرٌّ فولغ في الإِناء، =