= "حضرت الصلاة، فقام جيران المسجد يتوضئون، وبقى ما بين السبعين والثمانين وكانت منازلهم بعيدة، فدعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمخضبٍ فيه ماء، ما هو بملآن، فوضع أصابعه فيه، وجعل يصبُ عليهم ويقول: "توضئوا" حتى توضئوا كلُّهم، وبقى في المخضب نحو ما كان فيه، وهم نحو السبعين إلى المائة".
أخرجه أحمد (٣/ ١٧٥، ٢٤٨) عن عفان ومؤمل وابن عبد البر في "التمهيد"(١/ ٢١٨) عن عفان، ثنا حماد بن سلمة به وسندهُ صحيحٌ على شرط مسلم.
وأخرجه ابنُ سعدٍ في "الطبقات"(١/ ١٧٨) أخبرنا عفان، أخبرنا حماد ابن سلمة به.
وتابعه أيضًا سليمان بن المغيرة، عن ثابتٍ قال: قلت لأنس: يا أبا حمزة! حدَّثْنا من هذه الأعاجيب شيئًا شهدته، لا تُحدِّثُهُ عن غيرك (١)، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر يومًا ثم انطلق حتى قعد على المقاعد التي كان يأتيه جبريل عليها، فجاء بلالٌ فناداه بالعصر فقاء كلُّ من كان له بالمدينة أهلٌ حتى يقضى الحاجة، ويصيبَ من الوضوء، وبقى رجالٌ من المهاجرين ليس لهم أهالى بالمدينة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدحٍ أرْوح فيه ماءٌ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفَّهُ في الإناء، فما وسع الإناء كفَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كلَّها، فقال بهؤلاء الأربع في الإناء ثم قال:"ادنوا فتوضئوا" ويدهُ في الإناء، =
(١) كذا عند جميع المخرجين، ووقع عند أبي يعلى: "لا يحدِّثهُ غيرك" وقد رواه ابن حبان عن أبي يعلى وفيه: "لا تحدثه عن غيرك"، وكذا هو عند الفريابي.