= "وهذا أصحُّ من حديث شريك؛ لأنه قد روى من غير وجه هذا عن ثابت نحو رواية وكيعٍ، وشريك كثير الغَلَطِ" اهـ.
* قُلْتُ: مقصود الترمذي أن وكيعًا رواه فذكر الوضوء: مرةً مرةً، ولم يزد على ذلك، أما شريك فذكره بالثلاثة الأحوال.
وقد توبع وكيع على ذلك.
تابعه حفص بن غياث، ثنا ثابت الثُّمالي، عن أبي جعفر، عن جابر ابن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرَّةً مرَّةً.
أخرجه ابنُ عدى في "الكامل"(٢/ ٥٢٠) وقال:
"وهذا الحديث رواه عن أبي جعفر غيرُ أبي حمزة الثمالى، إلا أنى أردت أنَّ حفص بن غياث حدَّث به"(١). =
(١) وفي العبارة اضطراب، كأن سقطًا وقع فيها، ومن كثرة الأخطاء في هذه النسخة، صار المرءُ شديد الفَرَق منها، فكم من الساعات التي أهدرتُها -فضلا عن غيرى- لتصويب تصحيف وقع في حرف من كلمة كتبها أحدُ الجهلاء العابثين من النساخ، ولم يلق لها بالا، ومع ذلك يكتب الناشر الذي لا يهاب الله عَزَّ وَجَلَّ على لوحة الكتاب: "تحقيق وضبط ومراجعة لجنة من المتخصصين بإشراف الناشر"!! وقُدِّر لنا أن نرى أمثال هؤلاء "المتخصصين" الذين يعبثون بأثمن ما تملكه أمتنا المسلمة، فإذا هم فتية صغار من طلبة الجامعة والمرحلة الثانوية، لم يخطر ببال أحدهم أن يقرأ كتابا في قواعد تحقيق المخطوطات، ولا سمع بكتب المشتبه، يبحثون عن لقمة العيش، فوقعوا -ولا أدرى: كيف؟ - في قبضة هؤلاء الناشرين، فسخروهم بأجر زهيد تافه، ليحققوا أعلى ربح من وراء نشر الكتاب، ولأن الزمان استدار، فقد حدثنى أحدُ الصادقين أن الناشر فلانا كان يتكلم مع بعض المتخصصين حقًّا في محاولة طبع "إرشاد السارى" للقسطلانى على هيئة "فتح البارى"، وبعد أن اتفقوا، ذهب هذا الناشر إلى أماكن الرذيلة ليقضى بقية ليلته مع النساء والخمر! فهؤلاء هم الذين =