وهَذَا عِنْدَ المُتَأَخِّرِينَ، أَمَّا المُتَقَدِّمُونَ فَيَرَوْنَ أَنَّ (حَدَّثَنِي) وَ (أَخْبَرَنِي) وَ (أَنْبَأَنِي) بِمَعْنًى وَاحِدٍ، يُؤَدِّي بِهَا مَنْ سَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ.
وَبَقِيَ صِيَغٌ أُخْرَى تَرَكْنَاهَا؛ حَيْثُ لَمْ نَتَعَرَّضْ لِأَنْوَاعِ التَّحَمُّلِ بِهَا.
آدَابُ العَالِمِ وَالمُتَعَلِّمِ
وَلِكُلٍّ مِنَ العَالِمِ وَالمُتَعَلِّمَ آدَابٌ يَنْبَغِي مُرَاعَاتُهَا؛ مِنْهَا مَا هُوَ مُشْتَرَكٌ بَيْنَهُمَا، وَمِنْهَا مَا هُوَ مُخْتَصٌّ بِأَحَدِهِمَا.
فَمِنَ الآدَابِ المُشْتَرَكَةِ:
١ - إِخْلَاصُ النِّيَّةِ للهِ.
٢ - وَالعَمَلُ بِمَا عَلِمَ.
٣ - وَالتَّخَلُّقُ بِالأَخْلَاقِ الفَاضِلَةِ.
٤ - وَاجْتِنَابُ الأَخْلَاقِ السَّافِلَةِ.
وَمِنَ الآدَابِ المُخْتَصَّةِ بِالمُعَلِّمِ:
١ - الحِرْصُ عَلَى نَشْرِ العِلْمِ بِجَمِيعِ الوَسَائِلِ.
٢ - وَالصَّبْرُ عَلَى أَذَى المُتَعَلِّمِينَ وَسُوءِ مُعَامَلَتِهِمْ لَهُ.
٣ - وَأَنْ يَمْثُلَ أَمَامَ الطَّلَبَةِ بِمَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ مِنْ دِينٍ وَخُلُقٍ.
٤ - وَأَنْ يَسْلُكَ أَقْرَبَ الطُّرُقِ فِي إِيصَالِ العِلْمِ إِلَى تَلَامِيذِهِ، وَمَنْعِ مَا يَحُولُ دُونَ ذَلِكَ.
وَمِنَ الآدَابِ المُخْتَصَّةِ بِالمُتَعَلِّمِ:
١ - بَذْلُ الجُهْدِ فِي إِدْرَاكِ العِلْمِ.
٢ - وَالبَدْءُ بِالأَهَمِّ فَالأَهَمِّ فِيمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ العِلْمِ فِي أُمُورِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ.
٣ - وَالتَّوَاضُعُ فِي طَلَبِ العِلْمِ.
٤ - وَتَوْقِيرُ المُعَلِّمِ، وَاحْتِرَامُهُ بِمَا يَلِيقُ بِهِ.
٥ - وَالحِرْصُ عَلَى المُذَاكَرَةِ.