ثم قال أبو غدة:«فما أن علم مؤلفه بذلك الدس حتى استشاط غضبه عليهم وغيظه منهم وبعث إلي برسالة منه بخطه يعبر ... ويستنكر ما فعلوه من تزوير عليه ... بما اقترفوه من الأكاذيب ... » إلخ.
أقول: فمن السهل على كل قارئ أن يكتشف هذا العزو الباطل الكاذب من أبي غدة إلى الجماعة وذلك بأن يرجع إلى نص كتاب الأستاذ فهر المصور من خطه بآخر كلمات «أبي غدة» لترى فيه ما يكذبه فقد جاء فيه:
«وقد كان هذا الأمر تزييدًا من الناشر محمود مهدي استانبولي دون علم مني ... فتوسمت فيه خيرًا عندما عرض علي إخراج كتابي ... فاستغل الناشر هذا التفويض ... وقد أنذرت الناشر».
ونحو ذلك في كتاب الأستاذ فهر الآخر المنشور صورته عقب الكتاب الأول. ومن ذلك يتبين أن أبا غدة لم يكذب على الجماعة فقط بنسبة الدس المزعوم إليهم جميعًا، لا إلى الناشر وحده كما هو صريح كلام الأستاذ فهر. بل وكذب أيضًا على الأستاذ نفسه في قوله السابق: «فما أن* علم مؤلفه
* (أن) سقطت من الأصل المطبوع. [معد الكتاب للمكتبة الشاملة]