لا يدري من هو؟ فأفتاه غلطًا بكذا وكذا والصواب كذا وكذا، فقد أخطأ الحسن بن زياد، فكانوا ينادون على أنفسهم إذا جاوزوا الشرع أنهم أخطأوا.
وأبو حنيفة الإمام الأعظم رضي الله عنه وعن سائر الأئمة له أقوال في المذهب معروفة أنه رجع عنها والإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أكثر الناس وأكثر الأئمة رجوعًا عن أقواله حينما ينتقل إلى علم جديد فيها، ذلك لأنهم يخلصون الدين لا ينتمون لجماعة (! ) ولا يتعبدون لرغبة أو طمع أو فزع، إنما مبتغاهم تحقيق هدى الله عز وجل، وبيان شرع الله عز وجل، فهؤلاء الأئمة هم محل القدوة من الناس حاضرهم وغابرهم وآخرهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
[رأيه في الاجتهاد والمتمجهدين وفي أي شيء ينبغي الاجتهاد]
ومن المفرح جدًّا أن يخرج في الناس أناس فيهم أهلية الاجتهاد، وآلات الاجتهاد فيجتهدون في الناس اليوم وغدًا في الوقائع والحوادث التي تجد، وتحير العلماء في تخليص أحكامها، وبيان موقفها من حلال الله وحرامه، فإذا كان لأولئك الناس المتمجهدون (! ) مجال في الاجتهاد، فينبغي أن لا يجتهدوا في تخطئة ما هو مجتهد فيه، وقد مضى الناس عليه (! ) بل يجتهدوا فيما حدث للناس من أحكام وأفعال ما يدري العلماء تخريج أحكامها، وتنزيلها على موطنها مما أحل الله أو حرمه، فلذلك ما ينبغي للإنسان أن يقصر تقصيرًا مزدوجًا فيُجَهِّل العالم، ويقول جهلًا أيضًا، فهذا نقص كبير.