الأئمة. لا متابعة لهم ضعفًا، ولكن متابعة لهم اعتقادًا، لأنهم إنما يستحقون أن يقتدى بهم، فالأئمة السلف الصالح ما كانوا يبالون بالسلطان، ولا يبالون بدعوة من الدعوات (هنا كلمات غير مفهومة)، وقد مات كثير مضطهدًا وناله العذاب، كأبي حنيفة رضي الله عنه -على قول- مات معذبًا في السجن لأنه أنكر السلطان (كذا). وأما الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه فقد ناله العذاب بشكل لا يتصور. ضرب بالسياط لم تُعَدّ عددًا حتى يقول كلمة في أمر القرآن الكريم كان يريد أن يتبناها السلطان ويدعو العلماء لقولها الأئمة منهم، كأحمد بن حنبل، فلقي أحمد بن حنبل رضي الله عنه ألوان العذاب، وما خرج عن رأيه، ولا باع رأيه بدريهمات لدعوة دعاه السلطان إليها، فكانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم. فكانوا يقولون القول واضحًا من علمهم واعتقادهم ومعرفتهم فإذا عرفوا خطأهم في هذا القول نادوا عليه ثاني يوم أو بعد سنين أنه خطأ. ورجعوا عنه رجوع الإنسان عن الشيء غير المأسوف عليه. فهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه أسس مذهبًا (! ) طويلًا عريضًا، ثم انتقل إلى العراق، وجال في بعض البلاد الإسلامية، فبلغه من السُّنَن عن النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديث ما لم يكن يبلغه (! ) من قبل، فغير اجتهاده كله (! ) حتى كأنه نسخ مذهبه القديم، وأثبت مذهبًا جديدًا. وما بالى أن يقول الناس. كان بالأمس يقول كذا، واليوم يغير رأيه.
وواحد من أتباع أبي حنيفة الحسن بن زياد كان في موطن أن يرجع الناس إليه في الاستفتاء، فأفتى فتوى، فتبين له أنه أخطأ فيها، فبعث مناديًا ينادي في الناس ويقول في البلد: أن (كذا) الحسن بن زياد استفتاه إنسان