«فقد خطب (أبو غدة) مرة في أحد مساجد حلب، فتطرق إلى الكلام على السلفيين فأسماهم (الوهابيين) تقليدًا للعامة والرَّعاع. وكان مما قاله: إن هؤلاء الوهابيين تتقزز نفوسهم ... (إلخ ما ذكرته) مما لا يجسر على القول به أكذب الناس ... » قال أبو غدة انتهى كلامهم (١).
نقل هذا أبو غدة نفسه ليرد عليه فقال عقبه مباشرة:
«سقوط البهتان: وأقول الذي تتقزز نفسه بذكر محمد صلى الله عليه وسلم خارج عن الملة بيقين، ومن قال هذا في هذه الأيام عن أهل هذه الديار المقدسة التي يدخلها كل عام مئات الألوف من حجاج العالم الإسلامي، فقد حكم على نفسه بالجنون المطبق والتكذيب من كل من سمعه ... ولم يبق إمكان عند أحد من الناس أن يصدق مثل هذه الأكاذيب ... فسبحان الله إن هؤلاء (يعني السلفيين) يكذبون كذبًا مجنونًا ويظنون أن الناس لا عقول لهم، ولا عيون لديهم، ولا موازين عندهم، وأنهم يصدقونه بكل ما يهرفون ويبهتون! ومن المعلوم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ركن من أركان الصلاة عند السادة الحنابلة ... ».
[إدانة أبي غدة بتكفيره السلفيين]
إن رد أبي غدة هذا على تلك الفقرة المنسوبة إليه يتضمن أمورًا هامة:
الأول: اعترافه بصدورها منه، ونأخذ ذلك، أولًا:
(١) وهذا من تدليسه وتلبيسه الذي سبق التنبيه عليه في الفقرة (ثالثًا) فإنما هو كلام الأستاذ الاستانبولي.