أن نقتدي بالعلماء الذين لهم قبول ومعرفة واستعداد تام. يؤهلهم لأن يكونوا أئمة في الدين. ونحن إذا نظرنا في سيرة الإمام أبي حنيفة، أو الإمام الشافعي، أو الإمام مالك، أو الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهم، وجدنا في سيرة كل منهم إمامة جديدة (! ) يعني لو نظرنا في سلوكه في بيته وجدناه إمامًا. لو نظرنا في سلوكه مع الناس وجدناه إمامًا، ولو نظرنا في عبادته وجدناه إمامًا، لو نظرنا في حفظه للعلم وجدناه إمامًا، لو نظرنا في فهمه للنصوص لوجدناه إمامًا، لو نظرنا في تعبده (! ) وتقواه وخروجه عن نفسه (! ) لوجدناه إمامًا، فكل خلق من أخلاق أولئك الأئمة مصباح من مصابيح الهدى والرشاد، فهذا مقياس المعرفة ومقياس الاهتداء بالناس.
[عودة إلى اتهامه السلفيين بالاستهتار بالمجتهدين وتصغير شأنهم وتحظيرهم على الناس اتباعهم بينما يدعونهم إلى اتباع أنفسهم]
فلذلك الاستهتار بالمجتهدين والتصغير من شأنهم، ودعوى (كذا) الناس أن يجتهدوا، أو حظر أولئك الناس على (! ) أن يتبعوا الأئمة المجتهدين فيه خطأ كبير، لأنهم يحظرون على الناس أن يتبعوا أبا حنيفة والشافعي وأحمد ومالكًا رضي الله عنهم ويدعونهم إلى اتباع أنفسهم (! ) فيحظرونهم أن يقلدوا الأئمة، ويدعونهم إلى تقليد أنفسهم (! ) فكأنهم يحرمون هذا على غيرهم، ويبيحونه لأنفسهم.
وإذا كنا نحن مقلدين وخطيبكم من المقلدين، ومن هو أعلى منه علمًا من المقلدين (كذا)، إذا كنا كذلك، فهل نقلد