أحاسبك بما صدر منك في بعض خطبك في بلدك حلب، فذلك مما يعود أمره إلى غيري ممن تتهمهم بالكذب عليك، وإنما أنا سأدينك بما كتبه قلمك المنحرف عن الشيخين رحمهما الله تعالى:
١ - أقررت في تعليقك على كتاب «إقامة الحجة»(ص ٢٩) المؤلف على ما ذكره في ترجمة ابن تيمية أنه نقل عنه عقائد فاسدة شنع عليه بها اليافعي وابن حجر المكي وغيرهما! وليس هذا فقط بل نقلت هذه العبارة في تعليقك على «الرفع والتكميل»(ص ١٣٥) من باب التأييد لها. وإذا رجع القارئ الكريم إلى كلام ابن حجر المكي، وجد فيه اتهام الشيخ ابن تيمية بكثير مما يتهمه به الكوثري كالتشبيه والتجسيم وغير ذلك مما لا مجال لذكره الآن، مع التشنيع عليه والطعن فيه أشد الطعن في أول كلامه وآخره بمثل طعن الكوثري فيه:«والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن، بل يرمى في وعر وحزن ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال، ومضل جاهل غال، عاجله الله بعدله، وأجازنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله، وخذل متبعيه، وشتت شمل معتقديه». هذا كلامه في شيخ الإسلام ابن تيمية في «الفتاوى الحديثية»(ص ٨٦، ٨٧). فمن كان صادقًا في توقير الشيخ وإجلاله، هل يحمل القراء على كلام الهيتمي هذا، وفيه ما عرفت من ما سمعت من التكفير والتضليل أم ذلك مما يدل على أن المحيل عدو لدود للشيخ رحمه الله، وذلك ما فعله قبل أبو غدة أمثاله من أعداء الشيخ ابن تيمية كالشيخ محمد بخيت المطيعي في رسالة «تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد» فقد طعن فيها في ابن تيمية ما شاء له هواه، واعتمد في ذلك على كلمة ابن حجر المكي المشار إليها في «الفتاوى» ونقلها برمتها! !