للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَبِي: الَّذِي عِنْدِي أنَّ كلامَ النبيِّ (ص) : هَذَا القَدْرُ: «إنَّما جَعَلَ النبيُّ (ص) الشُّفعةَ فِيمَا لَمْ يُقْسَم» قَطْ (١) ، وَيُشْبِهُ أَنْ يكونَ بقيَّةُ الْكَلامِ هُوَ كلامَ جَابِرٍ: «فَإِذَا قُسِم، ووقعَتِ الحدودُ؛ فَلا شُفْعَة» ، وَاللَّهُ أعلم (٢) .

قلتُ له: وبِمَ استدلَلْتَ عَلَى مَا تَقُولُ؟

قَالَ: لأنَّا وَجَدْنَا فِي الْحَدِيثِ: «إنَّما جَعَلَ النبيُّ (ص) الشُّفْعَةَ فِيمَا لَمْ يُقْسَم» ، تَمَّ (٣) الْمَعْنَى، «فَإِذَا وقَعَتِ الحدودُ ... » ، فَهُوَ كَلامٌ مُستَقبَلٌ، وَلَوْ كَانَ الكلامُ الأخيرُ عن النبيِّ (ص) ، كَانَ يَقُولُ: «إِنَّمَا جَعَلَ النبيُّ (ص) الشُّفْعَة فِيمَا لَمْ يُقسَم، وَقَالَ: إِذَا وقعَت الحدودُ ... » ، فلمَّا لَمْ نَجِدْ (٤) ذكرَ الْحِكَايَةِ عَنِ النبيِّ (ص) فِي الْكَلامِ (٥) الأَخِيرِ؛ استدلَلْنا أنَّ استقبالَ الْكَلامِ الأخيرِ مِنْ جَابِرٍ؛ لأَنَّهُ هُوَ الرَّاوي عَنْ رسولِ الله (ص) هذا الحديثَ.

وكذلك بَعْضُ (٦) حديثِ مَالِكٍ (٧) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمة: «أنَّ النبيَّ (ص) قَضَى بالشُّفْعَةِ فِيمَا لَمْ يُقْسَمْ، فإذا وقعَتِ


(١) قوله: «قَطْ» هنا ساكنةُ الطاء، وهي بمعنى «حَسْبُ» ، وهي التي يقال فيها أيضًا: «فَقَطْ» بزيادة فاء في أولها لتحسين اللفظ، وتستعملان في النفي والإثبات، بخلاف «قَطُّ» المشدَّدة الطاء؛ فإنها ظرفُ زمان لا تستعمل إلا في النفي، والسياقُ هنا إثبات كما هو ظاهر. وانظر المسألة رقم (٩٢) .
(٢) قوله: «أعلم» سقط من (ك) .
(٣) في (ك) : «ثم» .
(٤) في (ش) و (ك) : «يجد» .
(٥) في (ك) : «والكلام» بدل: «في الكلام» .
(٦) كذا تقرأ في (ف) ، وفي بقية النسخ: «نقص» ، والمعنى -والله أعلم-: وكذلك بعض حديث مالك ... ليس من كلام النبي (ص) .
(٧) هو: ابن أنس، وروايته أخرجها في "الموطأ" (٢/٧١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>