وقد أُعل هذا الحديثُ بعلل: منها ما جاء في رواية شعبة: أنه سأل جابرَ بن يزيد الجعفي فقال: سمعه من أبي سعيدٍ محمدٌ؟ قال: لا. كذا جاء في "مسند أحمد" (٣/٧٨) ، ونحوه عن الطحاوي (٤/١٧٠) ، ومعناه: أن محمد بن قرظة لم يسمعه من أبي سعيد. ولما أخرج البيهقي هذا الحديث في"سننه" (٩/٢٨٩) أعلَّه بأن جابرًا غير محتجٍّ به. وقال ابن عبد البر في"التمهيد" (٢٠/١٦٩) : «وقد روي في الأبتر حديث مرفوع ليس بالقوي، وفيه نظر ... » ، ثم ساقه من طريق آدم عن شعبة، ثم قال: «وقد قيل: إنه لم يسمع محمد بن قرظة من أبي سعيد الخدري، وقد تكلموا في جابر الجعفي ولكن شعبة روى عنه، وكان يحسن الثناء عليه، وحسبك بذلك من شعبة» . وقال الدارقطني في "العلل" (١١/٣٠٩ رقم ٢٣٠٢) : «يرويه جابر الجعفي، واختلف عنه: فرواه الثوري، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قرظة، عن أبي سعيد. وخالفه أبو شيبة؛ رواه عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي، عن أبي سعيد، والقول قول الثوري» . اهـ. ورواية أبي شيبة التي أشار إليها الدارقطني: أخرجها الطبراني في "الأوسط" (٦١٧٩) ، لكن وقع عنده: «الحكم» بدل: «جابر» ، فالله أعلم! وذكر الحافظ ابن حجر هذا الحديث في "التلخيص الحبير" (٤/٦٣) ، فقال: «ومداره على جابر الجعفي، وشيخه محمد بن قرظة غير معروف، ويقال: إنه لم يسمع من أبي سعيد» . (٢) ستأتي هذه المسألة برقم (١٦٠٧) و (١٦٠٨) . (٣) هو: ابن أنس. وروايته أخرجها في "الموطأ" (٢/٤٨٢) . ومن طريق مالك أخرجه أحمد في "المسند" (٤/٣٠١ رقم ١٨٦٧٥) ، والدارمي في "سننه" (١٩٩٠) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٦/٢) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٤/١٦٨) ، والبيهقي في "السنن" (٩/٢٧٤) . (٤) في (أ) : «محمد عمرو» ، وكأن الناسخ ضرب على «محمد» .