للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دُحَيمٍ (١) ، عن عَمرو (٢) ابن أَبِي سَلَمةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عبد العزيز، عَنْ يزيدَ بنِ أَبِي مالكٍ؛ قَالَ: حدَّثَنا بعضُ أصحابِ أنسٍ، عَنْ أنسٍ - يَعْنِي: عَنِ النبيِّ (ص) (٣) - قال: فَرَجَعْتُ فَأَتَيْتُ السِّدْرَةَ المُنْتَهَى (٤) ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا.

فسئل (٥) أبو زرعة: أيُّهما أصحُّ؟


(١) اسمُهُ: عبد الرحمن بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٥/٢٨٢) .
(٢) في (ك) : «عمر» .
(٣) قوله: «يعني عن النبي (ص) » سقط من (ف) .
(٤) قوله: «السدرة المنتهى» كذا في النسخ بتعريف «سدرة» ، وكذا وقع في "صحيح مسلم" الحديث (١٦٢) ؛ قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (٢/٢١٤) : قوله: «ثم ذَهَبَ بي إلى السدرة المنتهى» ؛ = = هكذا وقع في الأصول «السدرة» بالألف واللام، وفي الروايات بعد هذا: «سدرة المنتهى» . اهـ.
أما معنى «سدرة المنتهى» فقد قال الطبري في "تفسيره" (٢٢/٥١٣- ٥١٥) - بعد ذكره الأقوال في معنى «سدرة المنتهى» بأسانيده -: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن معنى المنتهى الانتهاء: فكأنه قيل: عند سدرة الانتهاء. وجائز أن يكون قيل لها: سدرة المنتهى؛ لانتهاء علم كل عَالِمٍ من الخلق إليها؛ كما قال كعب. وجائز أن يكون قيل ذلك لها؛ لانتهاء ما يصعد مِنْ تحتها وينزل من فوقها إليها؛ كما روي عن عبد الله. وجائز أن يكون قيل ذلك كذلك؛ لانتهاء كل من خلا من الناس على سنة رسول الله إليها. وجائز أن يكون قيل لها ذلك؛ لجميع ذلك، ولا خَبَرَ يقطعُ العذرَ بأنه قيل ذلك لها لبعض ذلك دون بعض؛ فلا قول فيه أصح من القول الذي قال ربنا جل جلاله؛ وهو أنها «سدرة المنتهى» . اهـ.
وفي ضوء ما نقل عن الطبري يمكن تفسير قوله: «السدرة المنتهى» بأنها: السدرة التي يُنتهى عندها، وتكون اللام في «المنتهى» موصولةً، والله أعلم.
(٥) في (ت) و (ك) : «سئل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>