للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَيْرَ البَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وأعدَلَهَا

إلَاّ النَّبِيَّ (١) وأوفاهَا بِمَا حَمَلا

والثَّانيَ التَّالِيَ المَحْمُودَ مَشْهَدُهُ

وأوَّلَ النَّاسِ مِنهُم صَدَّقَ الرُّسُلا؟

قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَأَرَى أَبَا زُهَيْرٍ أخذَهُ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيّ (٢) .

وحدَّثنا (٣)

إبراهيمُ بنُ الْوَلِيدِ الطَّبراني؛ قَالَ: حدَّثنا أبو عبد الرحمن


(١) في (أ) و (ش) : «بعدَ النبيِّ» ، وهي رواية أخرى للبيت.
(٢) والهيثم هذا ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٩/٨٥ رقم٣٥٠) ، ونقل عن أبيه أنه قال: «متروك الحديث، محلُّه محلُّ الواقدي» ، وعن ابن معين أنه قال: «ليس بثقة، كذاب» .
وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٦/٧٧-٧٨/بشار عواد) من طريق يعقوب بن شيبة، قال: حدثني أحمد بن العباس قال: قلت ليحيى بن معين: حديث مجالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أولُ القوم إسلامًا أبو بكر، أوَ لم تسمع إلى قول الشاعر؟» قال: من حدَّث به عن هشيم؟ قلت له: بشار الخفاف، فقال: باطل ما علم هشيمًا سمعه من مجالد ولم يحدث به هشيم. قلت: أفرواه أحد؟ قال: نعم الهيثم بن عدي، قلت: أفثقة هو؟ قال: ليس هو بثقة. قلت: سمعه منه؟ قال: نعم، وأحاديث، وليس بثقة» .
(٣) قوله: «وحدثنا» من (ف) فقط، وفي بقية النسخ: «قَالَ أَبُو محمَّد: وَقَدْ حدَّثنا» ، والقائل: «وقد حدثنا إبراهيم ابن الوليد الطَّبراني» هو أبو حاتم وليس ابنه أبا محمد كما قد يظهر؛ ويَدُلُّ على ذلك أمور:
الأول: أنَّ إبراهيم بن الوليد الطَّبراني من شيوخ أبي حاتم، وليس من شيوخ ابنه أبي محمد. انظر "الجرح والتعديل" (٢/١٤٢) ، وإنما روى عنه ابن أبي حاتم بواسطة أبيه؛ كما في "الجرح والتعديل" (١/٢٠٤) ، و (٧/١٣١) ، و"التفسير" (٣٠١٠ و٣٢٤٨ و١٨٩٧٤) .
والثاني: ما ورد مصرَّحًا به في النسخة (ف) من أن القائل لذلك هو أبو حاتم، وهو ما أثبتناه.
والثالث: أن ظاهر السياق: أنَّ أبا حاتم يروي الحديث عن إبراهيم بن الوليد الطَّبراني، عن أبي عبد الرحمن الطائي - وهو الهيثم بن عدي - عن مجالد، به؛ ليبيِّن بهذه الطريق علة رواية أبي زهير؛ فإنَّ الحديث - عند أبي حاتم - معروفٌ من رواية الهيثم بن عدي، عن مجالد.
والرابع: قوله آخر المسألة: «يعني الهيثم بن عدي» من كلام ابن أبي حاتم، يعيِّن به شيخ إبراهيم بن الوليد الطبراني، وهو: «أبو عبد الرحمن الطائي» ، وهذا ممَّا يقوِّي أنَّ القائل: «وحدثنا إبراهيم بن الوليد الطَّبراني» هو أبو حاتم وليس ابنه أبا محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>