للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

/بسم الله الرحمن الرحيم (١)

[س: ٢/أ]

١٤٥٨٥ - حدثنا أبو زُرعةَ الدِّمَشقيُّ، قال: ثنا سليمانُ بن حربٍ، ⦗٦٦١⦘ ثنا [حمادُ بن زيدٍ] (*) ، عن الصَّقْعَبِ (٢) ، عن زيدِ بن أسلمَ، عن عطاءِ بن يسارٍ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، [قال: كنّا عندَ] (*) رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فجاءه رجلٌ من أهلِ الباديةِ عليه جُبّةُ [سِيجَانٍ (٣) ] (*) مَزْرورةٍ بالدِّيباجِ، فقال: إنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يريدُ أن يرفعَ كلَّ [راعِ بْنِ راعٍ، ويضعَ كلَّ فارسِ بْنِ فارسٍ] (٤) . فأخذ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم [بمَجامعِ جُبّتِهِ، وقال: «ألَا] (*) أَرَى عَلَيْهِ لِبَاسَ مَنْ لَا يَعْقِلُ!» ، ثم قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: [ «إِنَّ نَبِيَّ اللهِ نُوحًا] (*) لَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ قَالَ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي مُوصِيكَ فَقَاصِرٌ عَلَيْكَ [الْوَصِيَّةَ؛ آمُرُكَ] (*) بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: آمُرُكَ بِـ"لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ"؛ فَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ وُضِعْنَ فِي كِفَّةٍ وَ"لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ" فِي كِفَّةٍ؛ لَرَجَحَتْ بِهِنَّ. وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ كَانَتْ حَلْقَةً مُبْهَمَةً؛ قَصَمَتْهُنَّ (٥) "لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ". وَأُوصِيكَ بِـ"سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ"؛ فَإِنَّهَا صَلَاةُ الخَلْقِ، وَبِهَا يُرْزَقُ ⦗٦٦٢⦘ الخَلْقُ. وَأَنْهَاكَ عَنِ الكُفْرِ، وَالْكِبْرِ» . فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، الكُفرُ قد عَرَفناه، فما الكِبْرُ؟ أَهُوَ أن يكونَ للرَّجُلِ نعلانِ حَسنتانِ وله شِرَاكانِ حسنانِ؛ يُعجبُه ذلك؟! قال: «لا» . قال: فهو أن تكونَ له حُلّةٌ حسنةٌ يَلبَسُها؟ قال: «لا» . قال: فهو أن يكونَ له فرسٌ جميلٌ يُعجبُهُ جَمالُهُ؟ قال: «لا» . قال: فهو أن يكونَ [لأحدنا أصحاب] (*) يُجالسونَهُ؟ قال: «لا» . قال: فما الكبرُ؟ قال: «أَنْ تَسْفَهَ الحَقَّ، وَتُغْمِضَ النَّاسَ (٦) » .


(١) هنا بداية نسخة باريس. وانظر وصف النسخ الخطية في مقدمة التحقيق.
[١٤٥٨٥] رواه أحمد (٢/١٦٩-١٧٠ رقم ٦٥٨٣) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (٥٤٨) ؛ عن سليمان بن حرب، به.
ورواه الحاكم (١/٤٨-٤٩) من طريق أبي الربيع الزهراني وأحمد بن إبراهيم الموصلي، عن حماد بن زيد، به.
ورواه أحمد (٢/٢٢٥ رقم ٧١٠١) ، والبزار (٢٩٩٨/كشف الأستار) ، والدارقطني في "الأفراد" (٣٥٥٨/أطراف الغرائب) ، والحاكم في الموضع السابق، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (١٨٦) ، وابن عساكر (٦٢/٢٨٥) ؛ جميعهم من طريق جرير بن حازم، عن الصقعب بن زهير، به.
ورواه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (٢٠٦) عن أبي خيثمة، عن وهب بن جرير، قال: سمعت الصقعب، به.
والذي يظهر أنه سقط من إسناده جرير بن حازم. وانظر تتمة تخريج هذا الحديث والتعليق عليه في تحقيقنا لـ"كتاب العلل" لابن أبي حاتم (٢١٨٣) .
وانظر الحديث [١٤٣٢٦] . ⦗٦٦١⦘
(*) ما بين المعقوفين لم يتضح في مصورة المخطوط، فاستدركناه من "مسند أحمد" و"الأدب المفرد"؛ حيث روياه عن سليمان بن حرب.
(٢) هو: ابن زهير.
(٣) السِّيجَان - بوزن "تِيجانٍ"-: جمع الساج؛ وهو الطَّيْلَسَانُ الأَخضرُ، أَو الضَّخْمُ الغَلِيظُ، أَو الأَسودُ، أَو المُقَوَّرُ. والطيلسان: كساء مدور، لا أسفل له، لحمته أو سداه من صوف، يلبسه الخواصُّ من العلماء والمشايخ، وهو من لباس العجم. "تاج العروس" (س وج) ، و"المصباح المنير" (ط ل س) .
(٤) في الأصل: «فارس بن فارس ويضع راع ابن راع» ، وهو قلب. وقوله: «فارس بن فارس» غير واضح تمامًا في الأصل، بل يظهر منه فقط آخر كأس السين. والتصويب من مصادر التخريج.
(٥) تقرأ في الأصل: «فضمتهن» بفاء وضاد معجمة، والتصويب من مصادر التخريج.
قال السندي في المنقول عنه في حاشية التحقيق في "مسند أحمد": ⦗٦٦٢⦘ «"قصمتهن"- بقاف وصاد مهملة وميم- أي: قطعتهن وكسرتهن. "مسند أحمد" (الحديث ٦٥٨٣/ الرسالة) . وقال ابن الأثير: «القصم: كسر الشيء وإبانته، وبالفاء [أي: الفصم] : كسره من غير إبانة» . "النهاية" (٤/٧٤) .
(٦) كذا في الأصل، وفي الموضعين السابقين من "مسند أحمد" و"الأدب المفرد": «سفه الحق وغمص الناس» ، وسَفِهَ الحقَّ يَسْفَهُهُ: إذا جَهِلَهُ فلم يره حقًّا، ورآه باطلاً فلم يقبله، وسَفَهُ الحق أيضًا: الاستخفاف به. والغمصُ- بالصاد المهملة-: احتقار الناس وازدراؤهم. وتروى هذه اللفظةُ بالطاء المهملة: «غمط» ، وهي بمعنى الغمص أيضًا. وما وقع هنا بالضاد المعجمة، يؤدي المعنى نفسه أيضًا؛ قال في "القاموس المحيط" (غ م ض) : «أَغمضَتِ العينُ فُلانًا: ازْدَرَتْهُ» .
وانظر: "القاموس" (غ م ص، غ م ط، س ف هـ) ، و"النهاية" (٢/٣٧٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>