للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاثمئةٍ) (١).

قال: (وأفتى أبو محمّد ابن أبي زيد (٢) بالأدب فيمن قال لصبيٍّ: لعن الله معلّمك وما علّمك، وقال: أردتُ سوء الأدب ولم أُرد القرآن، قال أبو محمّد: وأمَّا من لعن المصحفَ فإنَّه يُقتل) (٣). هذا آخر كلامه.

وعند الإمام أبي حنيفة (٤) - رحمه الله -: أنّ كلّ من قال قولًا لزم منه استنقاصٌ بالدين، أو استهانةٌ (٥) به، أو بما هو مضافٌ إليه ممّا هو مضافٌ إلى الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فإنّه يكفُر؛ حتّى لو قال للمسجد: مُسَيجِدٌ (٦)، وللفقيه فقيِّهٌ، أو استهانَ بالعلّم أو بأهله، أو بالصالحين،


= ولسانه، وتوفي سنة ٣٢٨ هـ.
انظر: المنتظم لابن الجوزي (١٣/ ٣٩٣)، والكامل لابن الأثير (٧/ ١٥٠)، والعبر لابن خلدون (٣/ ٤٩٥)، وسير أعلام النُّبَلاء (١٥/ ٢٢٤)، والعبر للذهبي (٢/ ٢٩).
(١) نقله المؤلف من الشفا للقاضي عياض بالنص (٢/ ١١٠٥).
(٢) هو أبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن (أبي زيد) القيرواني، كان إمام المالكية في وقته، وجامع مذهب مالك، وشارح أقواله. كان واسع العلم، كثير الحفظ والرواية، وجمع إلى ذلك صلاحاً وورعاً وعفة، توفي سنة ٣٨٦ هـ.
انظر: ترتيب المدارك (٦/ ٢١٥)، والديباج المذهب (ص ٢٢٢)، وشجرة النور الزكية (ص ٩٦)، والفهرست لابن النديم (ص ٣٤١)، والوافي بالوفيات (١٧/ ٢٤٩)، وسير أعلام النُّبَلاء (١٧/ ١٠).
(٣) نقلها المؤلف من الشفا للقاضي عياض بالنص (٢/ ١١٠٥).
(٤) هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي مولاهم الكُوفيُّ، فقيه العراق، وأحد أئمة الإسلام، والسادة الأعلام، وأحد أركان العلماء، وأحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب، وهو أقدمهم وفاة؛ لأنه أدرك عصر الصّحابة، ورأى أنس بن مالك وغيره، ثقة عالم زاهد ورع، ولد سنة ٨٠ هـ، وتوفي سنة ١٥٠ هـ. انظر: الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية (١/ ٤٩)، والتاريخ الكبير للبخارى (٨/ ٨١)، والطبقات الكبري لابن سعد (٦/ ٣٦٨).
(٥) في (ن): (أو استهانته أو بما ...)، و (به) ليست في (ن).
(٦) في (ن): (مسيجيد).

<<  <   >  >>