للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فصل (١)]

يجبُ أن نعتقدَ (١) أن الله - سبحانه وتعالى - كان ولا شيءَ معه (٢)، وهو - سبحانه وتعالى - على ما كان، وأنَّه سبحانه واحدٌ في ذاته، واحدٌ في صفاته، واحدٌ في مخلوقاته (٣).


(١) في (ظ) و (ن): (يُعتقد).
(٢) كما في الحديث الذي رواه البخاري في كتاب التوحيد، باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم (٤/ ٥٣٣) برقم (٧٤١٨) عن عمران بن حصين قال: إني عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه قومٌ من بني تميم فقال: "اقبلوا البشرى يا بني تميم" قالوا: بشَّرتنا فأعطنا، فدخل ناسٌ من أهل اليمن فقال: "اقبلوا البشرى يا أهل اليمن،. إذ لم يقبلها بنو تميم" قالوا: قبلنا جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن هذا الأمر ما كان؟ قال: "كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كلّ شيء". ورواه أيضاً في كتاب بدء الخلق بلفظ (غيره) (٢/ ٤٠٨ - ٤٠٩) برقم (٣١٩١) باب ما جاء في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}.
ورواه مختصراً برقمي (٤٣٦٥) و (٤٣٨٦) في كتاب المغازي (٣/ ١٣٧ - ١٤٦).
وعبارة (ولا شيء معه) لم أجدها بهذه اللفظة فيما بحثت فيه، ولعلها تكون من عبارات المتكلمين؛ التي يقصدون بها نفي الصفات عنه سبحانه، ويتضح الأمر أكثر بعد قراءة التعليق القادم.
(٣) واحد في مخلوقاته، أي: أنه لا خالق للمخلوقات إلا الله - سبحانه وتعالى -، وتوحيد الربوبية هو: توحيد الله بأفعاله، والخلق من أفعاله تبارك تعالى.
وقوله - رحمه الله -: (وأنه سبحانه واحد في ذاته، واحد في صفاته، واحد في مخلوقاته) هذا حق، ولكن هذه العبارة من عبارات المتكلمين عند تعريفهم للتوحيد، إذ من المعلوم أن التوحيد الذي من أجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب هو توحيد الألوهية، فالله =

<<  <   >  >>