للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنَّه سبحانه بائنٌ (١) من خلقه، لا (٢) يَحُلُّ (٣) في شيءٍ ولا يتّحدُ (٤) به.


= تعالى كما أنه واحد في ذاته وصفاته وخلقه، هو أيضاً واحد في ألوهيته وعبادته، وهذا الأخير هو المطلوب من المكلفين الإتيان به عملاً, وإرادة، وقصداً.
(١) لفظة (بائن) وردت عن السلف رحمهم الله، فقد أورد الدارمي في الرد على الجهمية (ص ٤٧) ونقضه على بشر المريسي (١/ ٢٢٤) أثراً عن عبد الله بن المبارك، قيل له: كيف نعرف ربنا؟ قال: بأنه فوق السماء السابعة على العرش، بائن من خلقه. ورواه البيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ٣٣٦) برقم (٩٠٣)، وانظر اجتماع الجيوش الإسلامية (١٣٤ - ١٣٥).
(٢) في (ظ): (ولا).
(٣) حلول الشيء في الشيء عبارة عن نزوله فيه، وعرّف الحلول: بأنه اختصاص شيء بشيء؛ بحيث يكون الإشارة إلى أحدهما عين الإشارة إلى الآخر. وقيل كذلك هو: الاختصاص الناعت، أي: التعلّق الخاص الذي يصير به أحد المتعلّقين نعتاً للآخر، والآخر منعوتاً به.
والحلول عندهم نوعان: الحلول السرياني، وهو: عبارة عن اتحاد جسمين؛ بحيث يكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر، كحلول ماء الورد في الورد، ويُسمَّى الساري حالًا، والمسري فيه محلًا.
والثاني الحلول الطرياني أو الحلول الجواري، وهو: كون أحد الجسمين ظرفاً للآخر؛ كحلول الماء في الكوز.
انظر: جامع العلوم الملقب بدستور العلماء (٢/ ٦٢ - ٦٣)، وكشاف اصطلاحات الفنون (٢/ ١٠٥ - ١٠٨)، والتعريفات للجرجاني (ص ١٢٥)، والمعجم الفلسفي لمجمع اللغة العربية (٧٦).
والحلولية هم الذين يعتقدون أن الله تعالى بذاته حلَّ في مخلوقاته كما يحل الماء في الإناء، وأنه تعالى بذاته في كل مكان، وقد عُرف الحسين بن منصور الحلاج باعتناقه لهذا المذهب.
انظر: مجموع الفتاوى (٢/ ٢٩٤ - ٣٦١).
(٤) الاتحاد كما قال الجرجاني في التعريفات (ص ٢٢): هو تصيير الذاتين واحدة، ولا يكون إلا في العدد من الاثنين فصاعداً. وقيل: هو امتزاج الشيئين واختلاطهما =

<<  <   >  >>