وهو عند أرباب التصوف: شهود الوجود الحق الواحد المطلق؛ الذي الكل موجود بالحق، فيتحد به الكل من حيث كون كل شيء موجوداً به معدوماً بنفسه، لا من حيث إن له وجوداً خاصاً اتحد به؛ فإنه محال. وانظر كذلك: جامع العلوم الملقب بدستور العلماء (١/ ٣٨ - ٣٩)، والمعجم الفلسفي لمجمع اللغة (ص ٢)، والمعجم الفلسفي لجميل صليباً (١/ ٣٤ - ٣٥)، والموسوعة الفلسفية العربية (١/ ١٨)، والمبين في شرح معاني ألفاظ الحكماء والمتكلمين للآمدي (ص ١١٥). والاتحادية: هم قوم يزعمون أن الخالق اتحد بالمخلوق، وعندهم من الضلال والكفر العظيم ما لا يخفى على من عرف مذهبهم، وحقيقة قولهم تعطيل الصانع بالكلية، والقول بما تقوله الدهرية الطبيعية، ويقولون: إن وجود الكائنات هو عين وجود الله تعالى، ليس وجودها غيره ولا شيء سواه ألبتة، ومن كبارهم ابن عربي، وابن الفارض، وابن سبعين، والعفيف التلمساني. انظر: مجموع الفتاوى (٢/ ١٤٢)، والاستقامة (١/ ١١٣). (١) الأولى التعبير بأنه تعالى لا زال متصفاً بصفاته، دون إطلاق لفظ القدم عليها؛ لأن وصفها بذلك يفيد مجرد تقدمها على غيرها لا أزليتها، وهذا غير مراد. والمصنف - رحمه الله - وافق بلفظه هذا قول الإمام الطحاوي في عقيدته: (ما زال بصفاته قديماً قبل خلقه، ولم يزدد لكونهم شيئاً لم يكن قبلهم من صفته، وكما كان بصفاته أزلياً، كذلك لا يزال عليها أبدياً) متن العقيدة الطحاوية (ص ٧). قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية (١/ ٩٦) شارحاً عبارة الطحاوي السابقة: (أي: أن الله - سبحانه وتعالى - لم يزل متصفاً بصفات الكمال: صفات الذات، وصفات الفعل، ولا يجوز أن يعتقد أن الله وصف بصفة بعد أن لم يكن متصفاً بها؛ لأن صفاته سبحانه صفات كمال، وفقدها صفة نقص). أما الصفات الفعلية فهي قديمة باعتبار أصلها ونوعها، وحادثة باعتبار آحادها وأفرادها. (٢) في (ظ) و (ن): (الآخر ليس بعده شيء).