للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أُصعد (١) إلى السماء، ويدخل الجنَّة، ويأكل من ثمارها، ويعانق الحورَ العين، فهؤلاء كلهم كفارٌ مكذَّبون [للنبي] (٢) - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه أخبر (٣) - صلى الله عليه وسلم - أنه خاتم النبيين، وأنه (٤) لا نبيَّ بعده (٥)، وأخبر عن الله - عز وجل - أنه خاتمُ النبيين، وأُرسل (٦) كافةً للناس، وأجمعت الأمة على حمل هذا الكلام على ظاهره، وأن مفهومَه المراد به (٧) دون تأويلٍ ولا تخصيصٍ،


= أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: ٩٣]، قال الشّيخ السعدي - رحمه الله - في تيسير الكريم الرّحمن (ص ٢٦٥): (لا أحد أعظم ظلماً، ولا أكبر جرماً ممّن كذب على الله، بأن نسب إلى الله قولاً أو حكماً، وهو تعالى بريء منه، وإنّما كان هذا أظلم الخلق؛ لأن فيه من الكذب وتغيير الأديان أصولها وفروعها، ونسبة ذلك إلى الله، ما هو أكبر من المفاسد.
ويدخل في ذلك ادعاء النبوة، وأن الله يوحي إليه وهو كاذب في ذلك، فإنّه مع كذبه على الله، وجرأته على عظمته وسلطانه يوجب على الخلق أن يتبعوه، ويجاهدهم على ذلك، ويستحل دماء من خالفه وأموالهم. ويدخل في هذه الآية لكل من ادعى النبوة كمسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، والمختار، وغيرهم ممن اتصف بهذا الوصف).
(١) في (ظ) و (ن) والشفا: (يصعد).
(٢) في (ص): (النّبيّ)، وفي (ظ) و (ن) والشفا ما أثبته.
(٣) في الشفا: (أخبر النّبيّ).
(٤) (وأنه) ليست فى الشفا.
(٥) أخرجه البخاري في المغازي، باب غروة تبوك (٨/ ١١٢ رقم ٤٤١٦)، ومسلم في فضائل الصّحابة، باب من فضائل عليّ بن أبي طالب (٤/ ١٨٧٠ رقم ٢٤٠٤) أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال مخاطباً عليّ بن أبي طالب: "أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلا أنّه لا نبيّ بعدي".
(٦) في الشفا: (وأنه أرسل).
(٧) في الشفا: (منه).

<<  <   >  >>