للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لما عظّم سبّها كما [عظّم] (١) نفسه، وكان سبّها سبًّا لنبيه - صلى الله عليه وسلم -، وقرن سبّ نبيه - صلى الله عليه وسلم - وأذاه بأذائه تعالى (٢)، وكان حكم مؤذيه تعالى القتل كان مؤذي نبيه كذلك (٣)، ولهذا قال ابن شعبان: (ومن سبّ غير عائشة من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ففيها قولان: أحدهما: يقتل؛ لأنه سبَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبّ حليلته (٤).

والآخر: أنها كسائر أصحابه يجلد حدّ المفتري، قال: وبالأول أقول) (٥). وشتم رجلٌ عائشة بالكوفة، فَقُدِّم إلى موسى بن عيسى العباسي (٦) فقال: من أحضر هذا؟ قال ابن أبي ليلى (٧): أنا، فَجُلد


(١) في (ص): (يعظم)، وفي (ظ) و (ن) ما أثبته.
(٢) لعله يشير إلى قوله تعالى: [الأحزاب: ٥٧ - ٥٨]: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (٥٧) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}.
(٣) من قوله: (وقال ابن شعبان عن مالك .....) وإلى: (..... كان مؤذي نبيه كذلك) نقله المؤلف بتصرف يسير من الشفا للقاضي عياض (ص ٢/ ١١٠٩ - ١١١٠).
(٤) في (ظ) و (ن): (خليلته).
(٥) قول ابن شعبان نقله المؤلف بتصرف يسير من الشفا للقاضي عياض (ص ٢/ ١١١٢ - ١١١٣).
(٦) قال الخفاجي في نسيم الرياض (٤/ ٦١١) معلقاً على موسى بن عيسى العباسي أنه: (منسوب إلى عباس بن عبد المطلب عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، والذي في التواريخ أنه عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس، وأول من ولِيَ الخلافة من بني العباس السفاح، وجعل ولي العهد بعده أخاه المنصور، وبعده عيسى بن موسى حين خلع نفسه كرهاً، وقيل عوضه عشرة آلاف درهم، وجعل ابنه المهدي بعده، وبعده عيسى ابن موسى، فمات قبل المهدي سنة ١٦٨ هـ، ومات المهدي بعده بسنة).
(٧) هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، أبو عبد الرحمن الكوفي، الفقيه، قاضي الكوفة. روى عن عطاء بن أبي رباح، وإسماعيل بن أمية. وروى عنه شعبة، ووكيع. =

<<  <   >  >>