(١) يقال: وجَد به وجْداً أي: في الحب لا غير، وإنه ليجد بفلانة وجداً شديداً إذا كان يهواها، ويحبها حباً شديداً. والوجْد: كل ما صادف القلب من غمٍّ أو فرحٍ، والوجد عند الصوفية: مكاشفات من الحق، وهو نوعان: وجد ملك، ووجد لقاء. وأصحاب الوجد هم الراقصون عند السماع، وقد يزعق الواجد، ويبلغ إلى حدٍّ لو ضرب وجهه بالسيف لا يشعر فيه بوجع، وقد يمزق ثيابه. انظر: لسان العرب (٣/ ٤٤٥ - ٤٤٦)، والقاموس المحيط (١/ ٣٤٣)، والمعجم الصوفي للدكتور عبد المنعم الحفني (ص ٢٥٦ - ٢٥٧). (٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة (١/ ٣١٣): (وهذا السماع المحدث تحضره الشياطين، كما رأى ذلك من كُشف له، وكما توجد آثار الشياطين في أهله، حتى إن كثيراً منهم يغلب عليه الوجد فيُصعق كما يصعق المصروع، ويصيح كصياحه)، وقال - رحمه الله - أيضاً (١/ ٣١٤): (ولهذا يوجد فيه أعظم مما يوجد في الخمر من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة، ومن إيقاع العداوة والبغضاء، حتى يقتل بعضهم بعضاً فيه، ولهذا يفعلونه على الوجه الذي يحبه الشيطان، ويكرهه الرحمن)، ويقول أيضاً (١/ ٣١٨): (بل إسكاره للنفوس، وصده عن ذكر الله وعن الصلاة، أعظم مما في الخمر بكثير).