للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجامع من ستمائة ألف حديث في ست عشرة سنة وجعلته حُجَّة فيما بيني وبين الله. اهـ. وعلى قول ابن الصلاح في "علوم الحديث"، وكما في "الهدي" أيضا وغيره، عدد أحاديث صحيح البخاري سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثًا، بالأحاديث المكررة، قال: وقيل: إنها بإسقاط المكرر أربعة آلاف حديث. فانتقى البخاريُّ - رحمه الله تعالى - أحاديث الصحيح من مجموع ما كان محفوظًا عنده.

وأبو عبد الرحمن النَّسائيّ أحمد بنُ شعيب بنِ عليّ (٣٠٣ هـ)، لما صنَّف كتابه (السنن الكبرى) وأودع فيه قريبًا من اثني عشر ألف حديث، اجتبى منه كتابه (السنن الصغرى) وأحاديثُهُ قريبة من ستة آلاف حديث، وسماه (المجتبى)؛ بل إنه - عليه رحمة الله تعالى - أودع كتابه (المجتبى) أحاديث ليست في (الكبرى)، ويحكي ابنُ الأحمر، كما في النكت لابن حجر وغيره، عن النسائي أنه قال: "كتاب السنن كله صحيحٌ وبعضه معلول .. ، والمنتخب منه المسمى بالمجتبى صحيحٌ كلُّه". اهـ.

وانتقى أبو محمد عبد الله بنُ عليّ بنُ الجارود النيسايوريّ (٣٠٧ هـ)، ثُلَّةً من السنن المسندة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تربو على الألف حديث، وجمعها في كتاب سماه (المنتقى).

ولأبي عَمرو عثمان بنِ محمد بن أحمد السمرقندي، المتوفي سنة (٣٤٥ هـ) جزءٌ فيه من الفوائد (٢) المنتقاة الحسان العوالي.


(٢) وكلمة "الفوائد" معناها كما هو مقرر في موضعه، هي: أحاديث اشتملت على فوائد إما في أسانيدها أو في متونها أو فيهما جميعًا. يُحدِّث بها الشيخُ تلاميذَه، من أصوله المسموعة أو المجموعة لديه، عن شيوخه. وأذكر مثالاً واحدًا أدلُّ به على فائدة واحدة تكونُ في السند: لو كان الحديثُ مشهورًا معروفًا من رواية صحابيّ معين, =

<<  <  ج: ص:  >  >>