فولدتْ مِنْكَ. قال: أين الصبيُّ؟ فجاءوا به فقال: دَعُونِي حتى أصلِّي فصلَّى، فلما انصرف أتى الصبيَّ، فطعن في بطنه، وقال: يا غلام! مَنْ أبوك؟! قال: فلانٌ الرَّاعِي! فأقبلوا على جُرَيجٍ يُقَبِّلُونه ويتمسحون به، وقالوا: نَبْنِي لك صومَعَتَك مِنْ ذَهَبٍ، قال: لا، أعيدوها مِنْ طين كما كانت، ففعلوا. وبينا صبيٌّ يرضعُ مِنْ أُمِّهِ، فمر رجلٌ راكبٌ على دابةٍ فارهةٍ!، وشارةٍ حسنةٍ، فقالت أُمُّهُ: اللهم اجعل ابني مثل هذا! فترك الثديَّ، وأقبل إليه فنظر إليه، فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثَدْيِهِ فجعل يَرْتَضِعُ، فكأني أنظُرُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فِيهِ فجعل يمصُّها، قال:"ومروا بجاريةٍ وهم يضربونها، ويقولون: زَنَيتِ سَرَقْتِ! وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل. فقالت أُمُّهُ: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرَّضَاعَ ونظر إليها، وقال: اللهم اجعلني مثلها، فهنالِك تراجعا الحديثَ، فقالت: مر رجلٌ حسنُ الهيئةِ، فقلتُ: اللهم اجعل ابني مثله، فقلتَ: اللهم لا تجعلني مثله. ومرّوا بهذه الأمة وهم يضربونها، ويقولون: زنيتِ سرقتِ، فقلتُ: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فقلتَ: اللهم اجعلني مثلها؟! قال: إِنَّ ذلك الرجلُ كان جبّارًا، فقلتُ: اللهم لا تجعلني مثله، وإنَّ هذه يقولون لها: زنيتِ ولم تزنِ وسرقتِ ولم تسرقْ، فقلتُ: اللهم اجعلني مثلها").