للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال الخطابي في "معالم السنن" (رقم ٣٦٩٥ من "تهذيب السنن"): ... وذكر الشيخ أحمد شاكر ما تقدم قريبًا من كلام الخطابي، ثم قال:

وأمَّا المعنى الطبي، فقال ابنُ القيم -في شأن الطب القديم- في "زاد المعاد" (٣/ ٢١٠ - ٢١١):

(واعلم أنَّ في الذُّبابِ قوة سُمِّيَّة، يدلُّ عليها الورم والحكة العارضة من لسعه. وهي بمنزلة السلاح فإذا سقط فيما يؤذيه اتقاه بسلاحه. فأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يقابلَ تلك السُمِّيَّة بما أودعه الله سبحانه في جناحه الآخر مِنَ الشفاء، فيغمس كله في الماء والطعام، فيقابل المادة السُمِّيَّة بالمادة النافعة، فيزول ضررها. وهذا طب لا يهتدي إليه كبار الأطباء وأئمتهم، بل هو خارج مِنْ مِشكاة النُّبُوة. ومع هذا فالطبيب العالم العارف الموفق, يخضع لهذا العلاج، ويقرُّ لِمَنْ جاء به بأنه أكمل الخلق على الإطلاق، وأنه مؤيد بوحي إلهي خارج عن القوى البشرية).

وأقول (والكلام للشيخ أحمد شاكر) -في شأن الطب الحديث-:

إنَّ الناس كانوا ولا يزالون تقذر أنفسهم الذباب، وتنفر مما وقع فيه من طعام أو شراب ولا يكادون يرضون قربانه. وفي هذا من الإسراف -إذا غلا الناس فيه- شيء كثير. ولا يزال الذباب يلح على الناس في طعامهم وشرابهم، وفي نومهم ويقظتهم، وفي شأنهم كله. وقد كشف الأطباء والباحثون عن المكروبات الضارة والنافعة، وغلوا غلوًا شديدًا في بيان ما يحمل الذباب من مكروبات ضارة، حتى لقد كادوا يفسدون على الناس حياتهم أو أطاعوهم طاعة حرفيّة تامة.

وإنا لنرى بالعيان أن أكثر الناس تأكل مما سقط عليه الذباب وتشرب، فلا يصيبهم شيء إلا في القليل النادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>