فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: ٢٧] قال: وإِنَّ الكافرَ إذا أُتِيَ من قِبَلِ رأسه لم يوجد شيءٌ، ثمّ أتي عن يمينه فلا يوجد شيءٌ، ثمّ أتي عن شماله فلا يوجد شيءٌ، ثمّ أتي من قبل رجليه فلا يوجد شيءٌ، فيقال له: اجلس، فيجلس خائفًا مرعوبًا، فيقال له: أرأيتَكَ هذا الرَّجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه؟ وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: أيُّ رجلٍ؟ فيقال: الّذي كان فيكم، فلا يهتدي لاسمه حتّى يُقالُ له: محمّد، فيقول: ما أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس، فيقال له: على ذلك حَييتَ، وعلى ذلك متَّ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب النّار، فيقال له: هذا مقعدك من النّار، وما أعد الله لك فيها، فيزداد حسرةً وثبورًا، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب الجنَّة، فيقال له: ذلك مقعدك من الجنَّة، وما أعد الله لك فيها لو أطعته، فيزدادُ حسرةً وثبورًا، ثمّ يُضَيَّقُ عليه قبرُهُ، حتّى تختلف فيه أضلاعُهُ، فتلك المعيشةُ الضَّنْكَةُ التي قال الله:{فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طه: ١٢٤]).
(رواه: حماد بنُ سلمة، وسعيد بنُ عامر، وعبد الوهاب بنُ عطاء، ومعتمر ابنُ سليمان -وهذا حديثه-، وعبدة بنُ سليمان، خمستُهُم عن محمّد بن عَمرو ابن