للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فبايعته أوَّلَ الناس، ثم بايَعَ وبايَعَ حتى إذا كان في وَسَطٍ من الناس، قال: "بايع يا سلمة" قال قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أوَّلِ الناس، قال: "وأيضًا". قال: ورآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَزِلًا، قال: فأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَجَفَةً أو دَرَقَةً، ثم بايع، حتى إذا كان في آخر الناس قال: "ألا تبايعني؟ يا سلمة" قال: قلت: قد بايعتُك يا رسول الله في أوَّلِ الناس، وفي أوسطِ الناس، قال: "وأيضًا". قال: فبايعتُهُ الثالثةَ، ثم قال لي: "يا سلمة أين حَجَفَتُك أو دَرَقَتُك التي أعطيتُكَ؟ " قال قلت: يا رسول الله لَقِيَنِي عَمِّي عامرٌ عَزِلًا فأعطيتُهُ إياهَا، قال: فَضَحِكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "إنَّك كالذي قال الأول: اللهم أبغني حبيبًا هو أحبُّ إليَّ مِنْ نفسي". ثم إِنَّ المشركين رَاسَلُونَا الصُّلْحَ، حتى مشى بعضُنا في بعض، واصطلحنا، قال: وكنتُ تَبِيعًا لطلحةَ بنِ عُبَيد الله، أسقي فَرَسَهُ، وأَحُسُّهُ، وأخدُمُهُ، وآكلُ مِنْ طَعَامه، وتركتُ أهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فلما اصطلحنا نحنُ وأهلُ مكةَ، واختلط بعضُنا ببعضٍ، أتيتُ شجرةً فكَسَحْتُ شوكها، فاضجعتُ في أصلها، قال: فأتاني أربعةٌ من المشركين من أهل مكةَ، فجعلوا يقعون في رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأَبْغَضْتُهم، فتحولتُ إلى شجرةٍ أخرى، وعلَّقُوا سلاحَهم، واضطجعوا، فبينما هم كذلك إذ نادى مُنادٍ من أسفل

<<  <  ج: ص:  >  >>