خُذ هذا الفرسَ فأبلِغهُ طلحةَ بنَ عُبَيد الله، وأخبر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ المشركين قد أغاروا على سَرْحِهِ، قال: ثم قُمْتُ على أَكَمَةٍ فاستقبلتُ المدينةَ، فناديتُ ثلاثًا: يا صَبَاحَاه! ثم خرجتُ في آثارِ القومِ أَرْمِيهُم بالنَّبلِ وأَرْتَجِزُ، أقولُ:"أنا ابنُ الأكوع ... واليومُ يومُ الرُّضَّعِ"، فألحق رجلا منهم فَأَصُكُّ سهما في رَحْلِهِ، حتى خَلَصَ نصلُ السَّهمِ إلى كتفه، قال قلت: خُذهَا "وأنا ابنُ الأكوع ... واليوم يوم الرضع"، قال: فوالله في زِلتُ أرميهم وأَعْقِرُ بهم، فإذا رجع إليَّ فارسٌ أتيتُ شجرةً فجَلستُ في أصلها ثم رميتُه، فعقرتُ به، حتى إذا تَضَايَقَ الجبلُ فدخلوا في تَضَايُقِهِ، عَلَوتُ الجبلَ فجعلتُ أُرَدِّيهُم بالحجارة، قال: فما زلت كذلك أَتَّبِعُهُم حتى ما خلق الله من بعيرٍ من ظَهْرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا خَلَّفْتُهُ وراءَ ظهري، وخلُّوا بيني وبينه، ثم اتَّبَعْتُهُم أَرْمِيهُم خط ألقوا أكثرَ من ثلاثين بُرْدةً وثلاثين رمحًا، يَسْتَحفُّون، ولا يطرحون شيئًا إلَّا جعلتُ عليَه آرامًا مِنَ الحجارةِ، يعرفها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه، حتى إذا أتوا مُتَضَايِقًا مِنْ ثَنِيَّةٍ، فإذا هم قد أتاهم فلانُ بنُ بدرٍ الفزاريُّ، فجلسوا يَتَضَحَّون، وجلست عن رأس قَرْنٍ، قال الفزاريُّ: ما هذا الذي أرى؟ قالوا: لَقِينا مِنْ هذا البَرْحَ، والله! ما فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ، يرمينا حتى انتزعَ كُلّ شيءٍ في أيدينا، قال: فليقم إليه نفرٌ منكم، أربعةٌ، قال: فصعد إلي منهم