للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخالفهم: أبو سنان الشيباني، فرواه عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، قال: لمَّا نزلت {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} جاء ابنُ أُمِّ مكتوم، فقال: يا رسول الله! أمَا لي رخصة؟ قال: "لا". قال ابنُ أم مكتوم: اللهم إني ضرير، فرخص لي، فأنزل الله {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}. أخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج ٥ / رقم ٥٠٥٣، قال: ثنا محمد ابنُ عبد الله الحضرميُّ. وابنُ جرير في تفسيره ٥/ ١٤٤. قالا: ثنا أبو كريب: ثنا إسحاق بنُ سليمان، عن أبي سنان.

قال الهيثميُّ في المجمع ٧/ ٩: رجاله ثقات. وكذا قال السيوطيُّ في الدر ٢/ ٢٠٢.

قلتُ: نعم. ولكنه معلٍّ بالمخالفة.

فأبو سنان الشيباني هو سعيد بنُ سنان الأصغر: وثقه أكثر النقاد، لكن ضعَّفه أحمد.

وقال ابنُ عديّ: وأبو سنان هذا له غير ما ذكرتُ من الحديث، أحاديث غرائب وأفراد. وأرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب والوضع لا إسنادًا ولا متنًا، ولعله إنما يهم في الشيء بعد الشيء، ورواياته تحتمل وتقبل. اهـ.

فمثله لا تحتمل مخالفته لهذا الجمع من الثقات، فروايته شاذة أو منكرة.

وسئل أبو زرعة، عن هذا الحديث -كما في علل الحديث ٩٩٢ لابن أبي حاتم- فقال: "هذا خطأ: عن زيد بن أرقم. فإنما هو: أبو إسحاق عن البراء بن عازب عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. كذا رواه شعبة والثوري وإسرائيل". اهـ.

وصرَّح الحافظُ في الفتح ٨/ ٢٦١ بتقديم رواية الجماعة، وهو الصواب الموافق

<<  <  ج: ص:  >  >>