غير أنس، واختلفوا في صحابيِّ آخر هو عبد الله بن سرجس.
فروى ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص ١٦٨ عن الإمام أحمد، قال: ما أعلمُ قتادة روى عن أحدٍ مِنْ أصحابِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلا أنس. قيل فابن سرجس؟ فكأنه لم يره سماعًا. وقال ابنُ أبي حاتم ص ١٧٥: سمعتُ أبي يقول: "لم يلق قتادة من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلا أنسًا وعبد الله بن سرجس". اهـ.
ونصَّ الحاكمُ في "المستدرك" أنَّ قتادةَ لم يسمع مِنْ صحابيٍّ غيرهما.
فإذا كان ذلك مستقرًا عند أهل العلم = فجاءت روايةٌ عن ثقةٍ عن قتادة، عن أبي سعيد، وأخرى عن ضعيف عن قتادة عن رجلٍ عن أبي سعيد، صوَّبُوا رواية الضعيف لهذه القرينة الظاهرة. والله أعلم. أما إذا لم تأت القرينة، وجاءت رواية الضعيف وحده فتكون أمارة فقط، لا دليلًا، وحينئذٍ يحكم بما يليق بالحال، وليست هناك قاعدةٌ ثابتةٌ يرجع إليها في ذلك. والله أعلم.
عَوْدٌ على بَدْءٍ:
وقال أبو موسى المديني في اللطائف ١/ ٧ / ١ - ٢:"هذا حديثٌ محفوظٌ من حديث الأعمش، واختُلِف عليه في إسناده فرواه: الثوريُّ وأبو معاوية وابنُ نمير وأبو أسامة ومحاضر، وغيرُ واحدٍ: عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، لم يذكروا: الحكم. ورُوِيَ عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك. ورُوِيَ عن أسباط بنِ محمد، عن الأعمش، قال: حُدِّثتُ عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وقيل عن أسباطٍ أيضًا، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد معًا. وتفرَّد بذكر "الحكم": القاسم بنُ يحيى ابنِ عطاء المقدمي عمُّ مقدَّم بنِ يحيى هذا، عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان.