قال: فاقرأه في كل ثلاث قال: ثم قال: صُمْ في كُلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيامٍ، قلت: إنِّي أقوى مِنْ ذلك، قال: فلم يَزَلْ يرفَعُنِي حتى قال: صُمْ يومًا وأفطر يومًا، فإنَّهُ أفضلُ الصيام، وهو صيامُ أخي داودَ صلى الله عليه وسلم. قال حُصَين في حديثه: ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "فإنَّ لكل عابدٍ شِرَّةً، ولكل شِرَّةٍ فَتْرَة، فإِمَّا إلى سُنَّة، وإِمَّا إلى بدعة، فَمَنْ كانت فَتْرَتُهُ إلى سُنَّةٍ فقد اهتدي ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك". قال مجاهد: فكان عبد الله بنُ عَمرو حيث ضَعُفَ وكبر، يصومُ الأيامَ كذلك، يَصِلُ بعضَها إلى بعض، ليتقوى بذلك، ثم يُفطر بِعَدِّ تلك الأيام. قال: وكان يقرأُ في كُلِّ حزبه كذلك، يزيد أحيانًا وينقُصُ أحيانًا، غير أنَّه يُوفي العَدَدَ، إمَّا في سبع، وإمَّا في ثلاث. قال: ثم كان يقولُ بعدَ ذلك: لأَنْ أكونَ قبلتُ رخصةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أحبُّ إِلَيَّ مما عُدِل به أو عَدَل، لكنِّي فارقْتُهُ على أمرٍ أكرهُ أَن أُخالِفه إلى غيره).
(قال الإمامُ أحمد: حدثنا هشيم، عن حصين بن عبد الرحمن ومغيرة الضبي، عن مجاهد، عن عبد الله بنِ عَمرو، قال: زوجني أبي امرأة من قريش ... الحديث).
(حديثٌ صحيحٌ)(تقدم تخريجه برقم ٤٩٧)(التسلية / ح ٥٩؛ ابن كثير ١/ ٣١٤؛ الفضائل / ٢٤٨، تنبيه ١ / رقم ١٣٣).