قلتُ: والذهبيُّ يرد على ابن الجوزي نقلَهُ بهذا التعليق، فإن من روى عنه اثنان، فترتفع جهالةُ عينه، مع أن قولَ أبي حاتم: لا أعرفه، يقوِّي أنه مجهول العين. والله أعلم.
وقال أبو الفيض الغماري في رفع المنار ص ٢٣: وقد غفل الذهبيُّ عن ترجمة أبي نعيم له في أخبار أصبهان ١/ ١٧٢ - ١٧٣ وثنائه عليه بقوله: كان صاحب تهجد، وعبادة، لم يُعرف له فراشٌ أربعين سنةً. اهـ.
قلتُ: ورميُ الذهبيّ بالغفلة فيه تجاوز، لأن هذا الثناء من أبي نعيم لا يفيد الرجل في قبول روايته كما لا يخفى. والله الموفق.
وأما معمر بنُ زائدة، فقال العقيليُّ: عن الأعمش، ولا يتابع على حديثه. وساق له هذا الحديث مستنكرا إياه.
[تنبيه]: لم أجد حديث ابن عباس هذا في المعجم الأوسط، ولم يعزه الهيثميُّ له في المجمع، فالله أعلم.
فصلٌ: ولفظٌ ثالثٌ لحديث ابن عباس مرفوعًا: علماء هذه الأمة رجلان: رجلٌ آتاه الله علمًا، فبذله للناس ولم يأخذ عليه طُعمًا ولم يشتر به ثمنًا، فذلك تستغفر له حيتان البحر، ودوابُّ البر، والطير في جوِّ السماء، ويقدم على الله سيدًا شريفًا حتى يُرافق المرسلين. ورجلٌ آتاه الله علمًا فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طُعمًا واشترى به ثمنًا، فذاك يلجم يوم القيامة بلجام من نار، وينادي مناد: هذا