وقال الحافظُ في الفتح ٩/ ٦٣:"ولكن في سياقه ما يدلُّ على أنَّ أبا سعيدٍ إنما حمله عن أسيد، فإنه قال في أثنانه: قال أسيدٌ: فخشيتُ أن تطأ يحيى، فغدوتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فالحديثُ من مسند أسيد بن حضير". اهـ.
وله طرقٌ أخرى عن أسيدٍ، منها: عبد الرحمن بنُ أبي ليلى، أبو سلمة بنُ عبد الرحمن، زِرّ بنُ حُبَيش، زيد بنُ أسلم. وله شاهد من حديث البراء بن عازب، ومن حديث أنس - رضي الله عنهما -) (م، س خصائص، حم)(التسلية / ح ٦١؛ ابن كثير ١/ ٢٤٩؛ الفضائل / ١٦٧).
مناقبُ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
٩٦٢/ ٣٥ - (جاءَ رجلٌ إلى عُمر - رضي الله عنه - وهو بعرفةَ، فقال: يا أمير المؤمنين جئتُ مِنَ الكوفة، وتركتُ بها رجلًا يُملي المصاحفَ عَنْ ظهرِ قَلْبِهِ. قال: فغضبَ عُمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شُعْبَتَيِّ الرَّحْلِ. ثم قال: ويحك مَنْ هو؟ قال: عبد الله بن مسعود. فما زال يطفأ ويسير الغضبُ حتى عاد إلى حاله التي كان عليها. ثم قال: ويحك، والله ما أعلمُ بقيَ أحدٌ مِنَ المسلمين هو أحقُّ بذلك منه، سأحدثك عن ذلك. كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لا يزال يَسْمُرُ في الأمر مِن أمرِ المسلمين عند أبي بكر، وأنه سمرَ عنده ذات ليلة وأنا معه، ثم خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجنا نمشي معه، فإذا رجلٌ قائمٌ يُصَلِّي في المسجد، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع قراءته، فلما أعيانا أنْ نعرفَ مَنِ الرجل؟