وبما أنني أعرف طبعه؛ فإنني أستطيع القول بأنه من ذلك الأصل التركي العريق، أي أنه شريف النفس كريمها. ولا أعتقد أن هناك من يستطيع إتهامه بالطمع. فقد حرص دائما على عدم إراقة الدم البشري، ووفاؤه فيما يخص القيام بالالتزامات معروف في كامل أنحاء أوربا. ولما أنه لا يوجد بلاط واحد اشتكى من أن حسين باشا قد خرق المعاهدات التي أبرمها سواء مع القوي أو مع الضعيف، فإنني متيقن من أنه، بهذا الصدد، سينصف كما ينبغي.
أما عن تلك الحرب المشؤومة التي أجبرته على ترك الحكم، فإننا سنرى فيما بعد وبالتفصيل أن الحظ إنما خانه بسبب أخطاء وكلائه والميليشيا. كما أن حاشيته كانت تشتمل على كثير من الأشخاص ممن ليس لهم مبادىء ولا تجربة ولا شجاعة. ولقد كان، أثناء ولايته، ينوي أن يعيد الأمن والانضباط إلى نصابيهما، لأنه، عندما تولى، كان قد وجد الحكومة تتخبط في فوضى يصعب وصفها. وكانت هناك تجاوزات قديمة، وجدت منذ سنوات عديدة. وللتمكن من القضاء على الشر، ولتطهير حكومة الإيالة، كان لا بد أن يتدخل الحظ، وأن تدوم ولايته مدة أطول. وإذا كان هناك ما يلام عليه، فيما يخص حكومته، فهو أنه لم يسترجع الديوان القديم ليتمكن من المداولة حول أهم القضايا، والإفادة من النصائح التي يمكن أن تصدر عن تجربة القدماء ومعرفتهم لتكون نبراسا يهتدى به. ويجب، كذلك، ان يسند إليه خطأ كونه لم يستعمل جميع الوسائل الممكنة لمنع الحرب التي وقعت مع فرنسا.