أبعد من أن يكون رجلا فظا. وكل إنسان يعرفه لا يمكن أن يتهمه بالخشونة. وإنني لأحكم؛ في ذلك، جميع القناصل الأجانب.
وعلى ما يقال، فإن القنصل قد أفاد من الظروف، ولتغطية سلوكه وإسدال ستار النسيان على عباراته الوقحة، عرض ضربة المروحة بكيفية غير مؤاتية للداي.
ولما علم الداي أن لجوزيف بكري، أحد قادة المؤسسة اليهودية، ديونا في ذمة البلاط الإسباني؛ وأن تلك الحكومة كانت مدينة له بمبلغ هام زيادة على الفائدة المتراكمة منذ حوالي عشرين سنة (كان بكري يزعم أن ماله من دين على الحكومة الإسبانية يبلغ خمسة ملايين من الفرنكات)، فإنه طلب من قنصل هذه الأمة أن يكتب لحكومته ملزما إياها بتصفية هذا الدين وبتسديده إلى خزينة الجزائر وعلى أثر مناقشة حادة جرت في هذا الموضوع بين الداي وقنصل إسبانية، غادر هذا الأخير المدينة وركب سفينة من سفن بلاده.
عندئذ، دعاه الداي إلى الهبوط، وجلب انتباهه إلى أنه لا يجب أن يخلق المشاكل، وبأنه لم يكن ينوي الإساءة إليه، وأن العبارات التي وجهها له لا تخص إلا الحكومة التي يمثلها. ولما رفض القنصل النزول إلى الأرض، قال له الداي بأنه يعتبر تماديه في الرفض قطيعة بين الحكومتين.
وعلى الرغم من ذهاب القنصل، فإن الداي لم يتصرف بشدة، بل على العكس، فإنه اتجه بود إلى البلاط الإسباني مطالبا بحقوقه، ومقترحا على الحكومة الإسبانية للتفاهم بينها وبين بكري.
وبما أن إسبانيا لم تكن موافقة، ولها الحق في ذلك، على دفع فائدة قدرها ثلاثون في المائة، كان بكري يطالب بها، فإن الداي اقترح عليها أن تدفع