للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتي ضاعفت من الأسباب وجعلت فرنسا تقرر الحرب وعجلت بؤسنا وخرابنا، فإنني أستطيع التأكيد بأن حسين باشا (٦) لم يكن على علم بها ولكننا نقول باللغة العربية. إن السيد مسؤول على أخطاء عبده). فلو أن الداي كان قد عين في وزارة البحرية رجلا أهلا للمنصب لما وقعت الحرب ولما انتهت الحصانة البرلمانية (إن عزل هذا الوزير؛ وإبعاد رئيس المدفعيين الذي أمر بإطلاق النيران لم تكن لها أية نتيجة بالنسبة إلينا) وفي الحين، توجهت بنفسي إلى الآغا وطلبت منه أن يخبر الباشا أنني أعتقد: حسب رأيي، بأن ما وقع سيعتبر خيانة، وهو مناف لشريعتنا ولقوانين المجتمعات والحضارة.

ولغسل هذا العار الذي أصابنا كان يجب على الباشا أن يرسل، حينا، سفيرا إلى فرنسا يعرض الأحداث، ويعترف أمام الملأ بأخطائنا، ويخبر بعزل الوزير وإبعاد رئيس المدفعيين. وفي حالة ما إذا طلبت الحكومة الفرنسية من السفير تفسيرات حول مبدأ الحرب يقتصر على الإجابة بقوله: إن مهمتي خاصة وهي ترمي إلى الاعتراف بأخطائنا وتقديم توضيحات حولها، أما عن مسألة الحرب، فنعتقد أننا على صواب. ومن حقكم أن توفدوا رسولا إلى الداي وأن تتخذوا عدلنا كمثال تقتدون به. ثم ينهي الرسول كلامه قائلا: إن الداي متأكد من أن الحكومة الفرنسية سترضى بالاعتذار الذي كلف بتقديمه، وأنه يأمل أن يقع التوصل إلى الاتفاق حول القضية الرئيسية التي زاد


(٦) هو آخر الدايات، تولى الحكم مرغما سنة ١٨١٨. وكان رجلا عالما وشجاعا حكيما. في عهده أصيبت البليدة بزلزال، ووقعت حادثة المروحة والحصار سنة ١٨٢٧، ثم الاحتلال سنة ١٨٣٠. أكبر خطأ ارتكبه أثناء ولايته هو سماعه للواشين في قضية يحيى آغا الذي كان أكبر قائد عسكري عرفته الإيالة في عهد الآغوات والدايات.

<<  <   >  >>