للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يصل منها إلا بعد بضعة أيام ولقد سمعت أن نزول المارشال دوبرمون كان صدفة وأنه كان معرضا لأخطار جسام لأنه أنزل الرجال قبل المؤن والمدفعية. وظلت الأمور على هذه الحال ثلاث أيام بسبب الرياح المعاكسة التي كانت تبعد سفن النقل. وما من شك أن الجيش الفرنسي كان يمكن أن يهزم لو وقع نوع من التحضير لصد هذا النزول. هذا بالإضافة إلى أن جيش وهران كان غير بعيد عن سيدي فرج تحت قيادة خليفة باي تلك المقاطعة، كما أن باي التيطري كان قد أعلم الباشا بأنه يوجد تحت تصرفه ٢٠ ألف فارس نصفهم من حملة الرماح (لأجل ذلك سمي هذا الباي: بو مزراق، والمزراق هو الرمح). وباي التيطري هذا رجل وقح وذو شجاعة يغبط عليها لكنه عاجز عن قيادة جيش. وعندما وصل لم يكن معه أكثر من ألف فارس بدلا من العشرين ألف التي كان قد أخبر عنها. كل هؤلاء الفرسان تمركزوا في سطاولي (٨)، كما جاء إلى هذا المكان الآغا مع فرقته المشهورة المكونة من أهل متيجة والتي تكلمت عنها آنفا، وحضر، كذلك جنود من القبائل لكنهم سرعان ما انسحبوا إلى الدار البيضاء (٩) لعدم توفر المؤن والذخائر الحربية


(٨) سطاولي أو أوسه ولي (بالتركية) يقع على مسافة سير ساعة من سيدي فرج وقد وقعت فيه المعركة على مرحلتين، جاء في أحد المخطوطات: فلما كان ليوم السبت الثامن عشر من شهر ذي الحجة من السنة المذكورة الموافق ٩ يولية قاموا (الجيوش الجزائرية) جميعا على الفرانسوية وهزموهم وبددوا شملهم وأخذوا رؤوس من قتلوه (كذا) منهم وبعثوا بها إلى مدينة الجزائر لتكون علامة دالة على النصر وإعلانا بالظفر ... وبعد مدة يسيرة من الأيام انهزم المسلمون وصاروا يقاتلون وهم مدبرون (انظر أحمد الجزائري: كيف دخل الفرنسيون إلى الجزائر).
(٩) ضاحية من ضواحي مدينة الجزائر تقع في شرقيها على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من سيدي فرج.

<<  <   >  >>