للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأقول في إمكاننا أن نعتقد بأن من واجب الفرنسيين أن يصنعوا مع الجزائريين، مثلما صنع الروس مع الأتراك على الأقل.

وزيادة على ذلك، أن هناك أشخاصا بين سكان الإيالة يعتبرون السلاح كأثاث منزلي يزينون به حجرات منازلهم، وتكون قيمته حسب ثروة صاحبه. فهناك من يملك أسلحة محلاة بالفضة والذهب وبالجواهر الثمينة.

فهذه الأسلحة تحتوي على ثروة؛ وقد سلمت إلى الفرنسيين عن طريق الشرف وحسن النية اللذين يستوجبان صيانتها. ومن الواحب أن تكون لديهم بمثابة أمانة مقدسة. لا يجوز التعدي على حرمتها. فبأي قانون استطاعوا أن يستولوا على هذه الأسلحة، لتصبح ملكا لهم؟ أباسم الشراء، أم باسم الإيجار ; أم باسم الهبة؟ إنهم أصبحوا أسيادا في البلاد. وقد فعلوا ما بدا لهم في هذه الظروف أن يفعلوه؛ مع أنه يستحيل أن يوجد قانون فرنسي يسمح بالسلب، والاغتصاب. فبالعكس، فإن قانون الإنسان يعارض ذلك تماما وأنا - كذلك - كنت أملك أسلحة ثمينة، مثلما كان يملكها أبنائي. وكانت هذه الأسلحة محلاة بالذهب، والفضة، والمرجان، والأحجار الكريمة.

وكانت قيمتها تقدر بعشرين ألفا من الفرنكات. ومن أجل امتثال الأوامر جعلتها في صندوقين، ثم وضعتهما لدى القائد (لوفير دو) (loverdo) الذي تسلمهما مني في منزله. وبعد مدة قصيرة طلب مني هذا القائد أن أرفع أمانتي من عنده، فنقلتها إلى منزل صديقي قنصل (نابولي) (Napoli) . ثم إن هذا الأخير قد دخله بعض الخوف من ذلك،

<<  <   >  >>